نص بعنوان / أين أهرب
مهاجر من كل الفصول
و من كل الحقول
من خجل شقائق النعمان
و من عطر أول لقاء بعد عصور
مهاجر أحمل غربتي
جرحا غائرا في جفوني
أعبر البحار
الفيافي و الجبال
ما عثرت على رائحة ياسمين بلادي
مايزال عالقا في داخلي
و لا استطعت نسيان رائحة خبز كانت تعده أمي
ماتزال رائحة قهوة الصباح
و أغنية فيروز " جايب لي سلام ..."
مازلت اسمعها من بعيد
كأنها في الجهة الأخرى من سفري
كأنها كانت في حلمي
غربتي أصبحت جلدي الملتصق بعظمي
تفوح منها رائحة الذكريات
أراني متفرج من بعيد
أين أنا من طفولتي
من براءة كانت في بسمتي
من فرحة كانت في حضن أمي
من أيام كانت سلاما لروحي
أين أهرب منك
ياغربة سكنت مسام جلدي
غيرت رائحة إنسانيتي
ماعدت أنا أنا
و لا عدت أعرف ذاتي
من أكون
و لم لا ترحلين عني
فقد جعلت مني
كومة جسد بارد
روحه أكلتها نيران الشوق
بركان يغلي بدواخلي
أين أهرب منك
و أين أجد سلام روحي
و إلى متى تظل سياطك تجلد روحا مثقلة
تجر ويلات ذكريات مذاقها علقم يسري في عروقي
يزرع الموت في أجفاني
يجعل مني ظل إنسان
كان هنا ذات وطن
هل سأحملك معي إلى القبر
تجلدين رفاتي
تكملين لعبة العزف على جسد من ثلج
سرقت منه الأيام
دفء الحضن و الحنان
صودرت أحلامه
لم تنفع معه صكوك الغفران
في زمن العقوق و النكران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق