الاثنين، 21 فبراير 2022

شعر الفيس مع الأعشى بن قيس ....بقلم الشاعر أبو مظفر العموري

 شِعرُ الفيس مع الأعشى بن قيس

___________________


أسرِج جوادَكَ وارحَلْ أيُّها الغَزَلُ

فَقَد تَناءَت وَغَابَت فَجأةً أَمَلُ


وَيلي مِنَ الهجرِ قد أَدمى مَحَاجِرَنا

فالبوحُ في الهجرِ قدجادَت بِهِ المُقَلُ


شَدَّت رِحَالَ النوى وَالهاملاتُ دِما

لمَّا عَرَفتُ بِأنَّ القومَ قد رَحَلوا


سَمِعتُ أَعشى بني قيسٍ يَقُولُ:ألا

(وَدِّعتَ لُؤلُؤَةً فَالركبَ مُرتَحِلُ)؟


قُلْ ما تَشاءُ لَها مِمَّا تَحِسُّ بِها

أما مللتُ مِنَ الكِتمانِ يا رَجُلُ


صِفْهَا فَوَصفُكَ قد يشفي مواجِعَها

واجعَلْ حُرُوفَكَ بالأشواقِ تَشْتَعِلُ


حوراءُ إن نَظَرَت في عينها سَحَرت

أعتى العقولِ وَأفنى فٍكرَها الخَبَلُ


تهوى وتَكتُمُ عشقاٌ لا تَطيقُ لَهُ

صَبراً وَهل تَصبرُ الولهانُةُ التَبِلُ


في ثَغرِها شَرٌرٌ..في عينِها حَوَرٌ

في نطقِها. دُرَرٌ...في رٍيقِها عَسَلُ


في مشيِها خَبَبٌ...في صوتها طَرَبٌ

في زِندِهَا دَرَمٌ...في ساقها خَدَلُ


في خَصرِها هيَفٌ..في صَدرِهاتُحَفٌ

روائحُ المِسكِ في أردانِها شُمَلُ


عشقتُها عشقَ مجنونٍ وعنترةٍ

فكم بكيتُ. وكم تاهتْ بيَ السبُلُ


قالتْ: وَداعاً وَسَالَ الدمعُ مندفعا ً

فَكادَ قلبي منَ. الأضلاع يَنبَزِلْ


كأنّني حينما فارقتُها وَلَدٌ

أضحى (عَجِيَّاً) غزا أطرافَهُ الهَزَلُ


لا أمّهُ حَيَّةٌ تأتي فتطعمُهُ 

ولا أبوهُ درى في أنَّهُ هَمِلُ


يومُ الوداعِ الذي مازال. يخنقني 

والقلب من شدَّةِ. النيرانِ يأتَكِلْ


تبكي. وأبكي .وتبكينا رفيقتُها 

والدمعُ مِن صاحِبي ماانفَكَّ يَنهمِلُ


تقولُ لي عينيَ الثكلى بِبُؤبِئِها :

الهجرُ جرحٌ...ولكنْ..ليسَ يندمِلُ


وقالَ لي صاحبي لما رأى ألمي :

كفكفْ دموعَك واصبر أيُّها الرجُلُ


يا صاحِ كلُّ الذي تلقاه ُ. أعرفُهِ

يا صاحِ لولا الهوى ما أطَّتِ الإبِلُ


فالحبِّ في الوَصلِ دِفءٌمنعِشٌ عَطِرٌ

وَفي الفراقِ كما البركانِ يشتَعِلً


عِشرونَ شهرَاًتناءَت عن مَدى نَظَري

والدَّمعُ فوقَ خدودِي مُسبِلٌ هَطِلُ


دَعَوتُ رَبِّي دُعاءً لا انقطاعَ لَهُ

أن يجمعَ الشملَ جَمعاً ليسَ ينفَصِلُ


حَتَّى أجابَ إلهُ العَرشِ دَعوتَنا

مِن بعدَ لأيٍ بِهِ قد جَفَّتِ المُقَلُ


عادتْ اليَّ وعادَ الأُنْسُ يجمَعُنا

والسِّحْرُ والجَنَّةُ الخضراءُ والغَزَلُ


في بُعدِها كانتِ الأشعارُ بارِدَةً

والروحُ شاردةً والدمعُ يَنْهمِلُ


كَلَبوةِ الغابِ تَزْهُو في عَرينَتِها 

وليثُها شامِخٌ في الغابِ ينتقلُ


عِشقُ الأُسُودِ وَفاءٌ ليسَ يدركُهُ 

بنو الثعالبِ ظَلَّ الأسْدُ أم رَحَلُوا


قالت وقد كَفْكَفَتْ كَفِّي مَدَامِعَهَا :

أبا مُظَفَّرَ.. في هِجرانِكَ ..الأجَلُ


حتى الحروفُ أصرَّتْ أن تعانِدَنِي 

مُذ غَابَ طَيفُكَ غَابَ الوحيُ يا رَجُلُ

__________

أبو مظفر العموري

رمضان الاحمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق