لا تكابري...
********
انفضي عنك غبار الكبرياء.أراك تكابرين، عيونك الثكلى تفضحك، وبسمتك الخجولة تكبلك في رعشات الاعتراف.سأغفر لك ذنبك،سأتحمل عنادك،وإن كنت ضاربا في الكبرياء.من يحب يا سيدتي لا يعرف كيف يتكلم جهرا.من يحب يتنازل. سألتك: هل أحببتني يوما :
قاطعتني بشدة:فقط كانت نزوة عابرة،الضغط معبر الهروب،وأنا كنت في ورطة عاطفية،ووجدتك أمامي فسحة للذوبان،لهروب مؤجل...
وعذرتك،كانت عيناك تهربان مني،لإخفاء الحقيقة.لا زلت فيك دما وروحا،أحابيلا من حنين،كلما نظرتِ،انسكبت منك،تسكعتْ خطواتي في وجهك القمحي،كلما مسحت يديك بنظرات عابرة،تراءى لي وشم اللمس المتوهج،دمي لا زلت أراه متخثرا في أصابعك الرقيقة.اعترفي أيتها الراحلة في دمي اعترفي،فحقي فيك كحقي في النسمة والماء.
الذاكرة لا زالت عبقة بانكساري وانكسار القبلات فوق الأرصفة،الليل قبس من جنوني،الجنون قبس من عينيك،عرفت كل الثوار من لغة الشوارع،من هذيان السكارى والمعتوهين.
قال لي مجنون:
ـ لن تعرف غيفارا إلا من زفراتي.
قلت له في نفسي:
ـ أنت غيفارا الوطن المهزوم.بل أنت الوطن المندحر في خطى الدمى الأرستقراطية.
(كم أ كره الأغنياء وأحب أطفالهم) وحين يكبرون أكرههم وأحب أطفالهم،وحين أتنسم عطرك الثمين سيدتي،أتجرد من انتمائي،أصبح برجوازي العواطف والأحاسيس،ومع ذلك لم أخذلك،دست كرامتي كي أحفظ كرامتك.فلا تكابري
.
العبارة الموضوعة بين قوسين للكاتب عبد اللطيف اللعبي.
_____________________________________________
إدريس بندار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق