الاثنين، 3 يناير 2022

أنثى الجدي ....بقلم الشاعر أبو مظفر العموري

 أُنْثى الجَدي 

_______

الله ممتحنُ العبادِ السُجَّدِ

وقد ابتلاني في هوى أُنثى الجَدي


فوقَ الذُرى تسمو ويسمو حلْمُها

وَتطالُ ناصِيةَ السَّحابِ الأسودِ


تهوى التَمَرُّدَ لا يُطالُ عرينُها

إلا بِمُهرٍ مُسبَكرٍّ أجرَدِ


وبِفارسٍ فحلٍ شديدٍ باسلٍ

يزهو بِرُمحٍ لهمذٍ وَمُهَنَّدِ


وَقَفَت على الأطلالِ تنشدُ دارها

وَكأنَّها وَقَفَت بِبُرقَةِ ثَهمَدِ


تَتَعَمَّدُ الصَّدَّ اللذيذِ جموحَةً

حينَ العناقِ لهيبها لم يخمدِ


حَتَّى إذا حَمِيَ الوَطِيسُ بِبِيدِها 

شمخَت كرأسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ


وَكأنَّها الخنساءُ ترثي صخرَها

يوماً إذا وقفتُ بِصَحنِ المِربَدِ


وَكَأنَّها ليلى العفيفةِ في الوفا

لحبيبِها البَرَّاقِ يومَ الموعدِ


جلَسَتْ لِتَرسُمَ فِي السَّماءِ غَمَامَةً

بٕيضاءَ..فيها كُلُّ صَبٍّ يَهْتَدي


والشمسِ في وقتِ الغروبِ تَضُمُّها

والضَوءُ نامَ بخَدَّهَا المُتوَرّدِ


وَقَمِيصُها الشَّفِّافُ يَكشِفُ حسنَها

والرِمْشُ يرجِفُ من رَذَاذِ الإثمِدِ


والعِطْرُ يَسبِقُ طَيفَهَا بِفَراسِخٍ

وَعَبيرُها رَغْم النَّوى لم يَنْفدِ


والشَّعرُ كالشّٕلَّالِ ينزلُ هادراً

فوقَ المتونِ بِلَونِ ليلٍ أسودِ


والعنقُ عنقُ الريم إذ ترنو إلى

جَديٍ لها. قرناهُ لم تتمددِ


والوجهُ بدرٌ قد تَكَوَّرَ خَدُّهُ

والعينُ كحلى دونَ لمسةِ مِرودِ


والصدرُ مصقولٌ بِلَيِّ هضابهِ

متناسقُ غضًٌ كصفحةِ عَسجَدِ


والفَرقَدانِ تَكَوَّرَا وَتَنَافَرَا

حتّى استَقَرَّا في مَدَاراتِ الجَدِي


نَضَّتْ نَصِيفَ الشَّوقِ عن أكتافِها

وتعمَّدتهُ.. وما اتَّقَتنا باليدِ


والخصرُ مثلُ الإفعوانِ توقَّدت

طَيَّاتُهُ مثل الكثيبِ الأجْرَدِ


صُلنا وجُلنا في عناقٍ فانبرتْ

خجلى ونيرانُ الهوى لم تخمدِ


قالت: أتيتكَ كي أبثَّكَ لوعتي

فتزوَّدتْ شفتايَ منكِ الى الغدِ


قَدْ جِئتُ أرسِمُ لَوحَةً فَرَسَمْتَني

بِحُروفِ شِعرِ أبدَعَتْ بِتَجَرُّدِي


روَّضتَني وأنا الجمُوحُ عنيدةٌ

وَسَحرتَني حتَّى نسيتُ تَمَرُّدي


مَدَّتْ يَدَيْهَا للوَدَاعِ بلهفةٍ

ما عدتُ أعرفُ. راحتَيها أم يَدٕي؟

....................

ابو مظفر العموري

رمضان الأحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق