الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

أيا أهل الثقافة في بلادي .....بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 أيا أهل الثقافةِ في بلادي

تعبتُ من الكتابةِ في الظّلامِ***وضقتُ من السّـــــماعِ إلى اللّئامِ

يئنُّ الصّدرُ من وجعِ القوافي***بأحْرفِ نكسةٍ سكــــنتْ عظامي

وفي نظْمي أصارعُ كلّ ليلٍ***قُبيْلَ توجُّــــــهي صـــوْبَ المنامِ

فما في العيشِ أقبحُ من نظامٍ***بسوْط القمْعِ يضـــربُ في الأنامِ

وحظّي كان سلـــــسلةً وقيداً***وحبساً في السّــوادِ من الظّـــلام

////

نعبتُ من التّسكُّعِ في الدّروبِ***أجولُ من الشّروقِ إلى الغُروبِ

أعدّدُ في النّوائــــب والمآسي***وأحصي ما اقترفتُ من الذّنوب

وحوْلي فتيةٌ شربوا حــــشيشاً***وزادوا شُرْبَ هلْوسةِ الحــبوب

وفيهم نسوةٌ يشْربْنَ خـــــمراً***وغايتــــــــــــهنّ دغدغةُ القلوب

فيا رحمانُ بالغُفْرانِ فَرِّجْ***فأنت اللهُ علاّمُ الغـــــــــــــــــــيوب

////

بكيتُ مع النّساء على الرّجال***بكاءً قد ترسّخ في خــــــــــيالي

بربّك هل ســـلوْت فإنّ قلبي***تعــطّل في الجواب عن السّؤال؟

أتتني بالمصائب بنت جهل***يسابق جريها خـــــــــــبب اللّيالي

وبالمكروه في الأفعال جاءت***فأنّثت الكــــــــــثير من الرّجال

وأقبح ما رأيته في حـــــياتي***تزاحمنا على لحــــــــس النّعال

////

أيا أهل الثّـــــقافة في بلادي***أراكُم في التّــــــــحرّك كالجمادِ

تريدون النّـــهوض بغير علمٍ***ولا فقهٍ يُعـــــــــينُ على الرّشاد

وهذا أخــــــطرُ الأوْهام شرّا***على شعبٍ تشبّعَ بالــــــــــفسادِ

وما لم نصلح الأعطاب فينا***سنغرق كالـــــضّفادع في الكساد

وكيف سنستطيع بلوغ شأو***تباعد بالجــــــــــمود عن الأيادي؟

////

علينا أن نعود إلى الصّواب***فنحن اليوم أشــــــــــبه بالكلاب

نفتّش في المزابل والمجاري***وننـــبح في الظّلام على الذّئاب

أبت عيناي رؤية ما نعاني***من الظّلم المــــــحرّم في الكتاب

فقمت مناديا بلــسان حالي***وملتمسا مراجعة الحــــــــــساب

عساكم تسمعون صراخ شيخ***تقلّب في الفــــظيع من العذاب

////

رأيت الطّفل يمسح في الحذاء***وقد تعب الصّغير مــن العناء

يفتّش في الشّوارع عن زبون***ويسرع في الخطى عند النّداء

تشرّد مثل غــــــيره في بلاد***بها الإفساد صـــــعّد في البغاء

وإنّ الظّـــــــلم للأطفال عار***وكارثة ستعــــــــصف بالبلاء

إذا الأطفال في الوطن استهينوا***تراجعت العقول إلى الوراء

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق