أيا أهل الثقافةِ في بلادي
تعبتُ من الكتابةِ في الظّلامِ***وضقتُ من السّـــــماعِ إلى اللّئامِ
يئنُّ الصّدرُ من وجعِ القوافي***بأحْرفِ نكسةٍ سكــــنتْ عظامي
وفي نظْمي أصارعُ كلّ ليلٍ***قُبيْلَ توجُّــــــهي صـــوْبَ المنامِ
فما في العيشِ أقبحُ من نظامٍ***بسوْط القمْعِ يضـــربُ في الأنامِ
وحظّي كان سلـــــسلةً وقيداً***وحبساً في السّــوادِ من الظّـــلام
////
نعبتُ من التّسكُّعِ في الدّروبِ***أجولُ من الشّروقِ إلى الغُروبِ
أعدّدُ في النّوائــــب والمآسي***وأحصي ما اقترفتُ من الذّنوب
وحوْلي فتيةٌ شربوا حــــشيشاً***وزادوا شُرْبَ هلْوسةِ الحــبوب
وفيهم نسوةٌ يشْربْنَ خـــــمراً***وغايتــــــــــــهنّ دغدغةُ القلوب
فيا رحمانُ بالغُفْرانِ فَرِّجْ***فأنت اللهُ علاّمُ الغـــــــــــــــــــيوب
////
بكيتُ مع النّساء على الرّجال***بكاءً قد ترسّخ في خــــــــــيالي
بربّك هل ســـلوْت فإنّ قلبي***تعــطّل في الجواب عن السّؤال؟
أتتني بالمصائب بنت جهل***يسابق جريها خـــــــــــبب اللّيالي
وبالمكروه في الأفعال جاءت***فأنّثت الكــــــــــثير من الرّجال
وأقبح ما رأيته في حـــــياتي***تزاحمنا على لحــــــــس النّعال
////
أيا أهل الثّـــــقافة في بلادي***أراكُم في التّــــــــحرّك كالجمادِ
تريدون النّـــهوض بغير علمٍ***ولا فقهٍ يُعـــــــــينُ على الرّشاد
وهذا أخــــــطرُ الأوْهام شرّا***على شعبٍ تشبّعَ بالــــــــــفسادِ
وما لم نصلح الأعطاب فينا***سنغرق كالـــــضّفادع في الكساد
وكيف سنستطيع بلوغ شأو***تباعد بالجــــــــــمود عن الأيادي؟
////
علينا أن نعود إلى الصّواب***فنحن اليوم أشــــــــــبه بالكلاب
نفتّش في المزابل والمجاري***وننـــبح في الظّلام على الذّئاب
أبت عيناي رؤية ما نعاني***من الظّلم المــــــحرّم في الكتاب
فقمت مناديا بلــسان حالي***وملتمسا مراجعة الحــــــــــساب
عساكم تسمعون صراخ شيخ***تقلّب في الفــــظيع من العذاب
////
رأيت الطّفل يمسح في الحذاء***وقد تعب الصّغير مــن العناء
يفتّش في الشّوارع عن زبون***ويسرع في الخطى عند النّداء
تشرّد مثل غــــــيره في بلاد***بها الإفساد صـــــعّد في البغاء
وإنّ الظّـــــــلم للأطفال عار***وكارثة ستعــــــــصف بالبلاء
إذا الأطفال في الوطن استهينوا***تراجعت العقول إلى الوراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق