... شمعة تحتضر.
مشهد شمعة أمامي تحتضر
حرك أشجان تأمل بالخاطر
طيف لحظة يزفها مستقبل
في لمح البصر للماضي تغادر
إنه ركب الزمان في سفر
بين فكيه لحظة الحاضر
بأقصى سرعة تضيع منا
خيولها سريعة الحوافر
هل هو رفق للزمان بنا
أم هو بطبعه ماكر غادر
أيام يتداولها الورى بينهم
برقة رذاذ أو كموج هادر
ركب الزمان لا ينتظر أحدا
في أديم الأزل دائما يسافر
عجبي ممن ينسى عمرٱ
في بيداء الوجود يغامر
ينسى أنه محكوم بأجل
على علة الإمتلاك يقامر
ونحن لا نملك قيد أنملة
في حق نفس بها نجاهر
التماهي مع اللحظة نبوغ
ما تبقى خرافات مظاهر
أرى المرء يكابد دهرٱ
إن غشي الظلام البصائر
يجهد النفس بأحلام غد
في حاضره مفلس و خاسر
لا هو أدرك يانعات المنى
وينقلب السحر على الساحر
لن أنكسر لهواجس غد
دموع الشمعة لي بشائر
درس أحيا الفطرة بنبضي
كما يحلق بالسماء الطائر
لأعانق اللحظة بكل شغف
لست جاحدٱ لنعيمها و ناكر
أودع الغد لرب كفيل به
هو بعين الرحمة لنا ناظر
لفظت الشمعة أنفاسها
أيقظتني بحسها الطاهر
في نزعها الأخير ذكرتني
أني مثلها مجرد ضيف عابر.
بقلم:. د. عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق