الجمعة، 17 يونيو 2022

تطبيع....و تنسيق....!!!! بقلم الشاعر زياد أبو صالح

 تطبيعٌ ... وتنسيق ... !!!


العرب ...

أول من اخترعوا البوصلة

وأول من  أضاعوا ... الطريقْ ... !


عندهم أراضٍ خصبة

ومياهٌ وفيرة

لكنهم ما زالوا

يستوردونَ الأجبان و ... الدقيقْ ... !


سبعونَ عاماً ونيف

نعيشُ بلا أملٍ

ذاق شعبنا الآمرين

قالوا لنا :

" الفرج يأتي بعد الضيقْ "


شبابنا يستشهدونَ يومياً

يتركهم المحتل ينزفون

حتى آخر نقطةِ دمٍ

يرفض أن نسعفهم

أو نعمل لهم تنفساً أو ... شهيقْ ... !


أضعنا أوقاتنا هباءً

من أجلِ المناصبِ والمكاسبِ

لم نحرر شبراً واحداً

قضيناها في تصنيف بعضنا

هذا أخٌ وذاك ... رفيقْ ... !


تركنا أرضنا من دونِ حراثة

لم نشتقْ لها

إلا وقت القطافِ أو ... التوريقْ ... !


علتنا في قادتنا

يعيثون في الأرضِ الفسادِ

المحسوبيات مُستشرية

يضعونَ  " أزلامهم " في الأماكنِ

التي بهم لا تليقْ ... !


مجردونَ من الرحمةِ والشفقةِ

أفعالهم يندى لها الجبين

على حساب قوتِ أولادنا

يرتدونَ بدلاتٍ لها ... بريقْ ... !


شعارهم اللهم نفسي

صار الكل يكرهنا

الجار والقريب و ... الصديقْ ... !


لا يجوعونَ

يعيشونَ في رفاهيةٍ

يأكلونَ على حسابنا

الشهد و ... الرحيقْ ... !


لا يعنيهم الوطن

من قريبٍ أو بعيد

يستحقون ان يداس على رؤوسهم

شغلهم الشاغل

التسلق.. والتسحيج .. والتصفيقْ . !


يدعون أنفسهم بالوطنية

لا يفقهونَ شيئاً في التاريخِ

ان جادلتهم يجن جنونهم

كالحمير يسمعُ لهم ... نهيقْ ... !


كلنا يتقاتل على أمورٍ تافهة

الحركة مع التنظيم

الجار مع جاره

الشقيق مع الشقيقْ ... !


ما أقسى قلوبنا على بعضنا

لم ينصر الأخ أخاه

ظالماً أم مظلوماً

يتركه وحيداً

لو شبّ في دارهِ ... حريقْ ... !


" نصرت بالشباب "

يا حسرتاه

شبابنا يضيعون أوقاتهم

في مُتابعةِ هذا المسلسلِ

أو ذاك الفريقْ ... !


يقصفنا عدونا في عقر دارنا

من دونِ الرد عليه ولو برصاصة

ما أصعبَ ردنا على بعضنا

في اليمن السعيد

تم تدمير مدنٍ بأكملها

سُمعَ للغربان على انقاضها نعيقْ ... !


أيها العربي :

كفاكَ نوماً 

أقصانا في خطرٍ

متى من نومك "تفيقْ"...؟


لن تقوم لنا قائمة

ما دام بيننا

وبين سارق أرضنا

وقاتل أطفالنا

تطبيعٌ و ... تنسيقْ ... !


دبابيس / يكتبها

زياد أبو صالح / فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق