(شجرة الحياة)
يقال أنها غابة ملعونة....لم يدخلها أحد وخرج منها أبدا....قالوا فيها فرسان ملثمون ....لباسهم أسود دروعهم فولاذيه....شاعت الحكايات والاساطير بشأنها......
تلك الغابة تفصل بين مملكتين عظيمتين....إحداهما مملكة الخيال ...تلك المملكة أصابها القحط....وسنين عجاف....حتي نفذ الطعام والماء....
قالوا ياملكنا المعظم ....فداك أرواحنا....أخرجنا مما نحن فيه...
قال الملك : لا مفر من عبور الغابة لنأتي بالزاد....يقال أن ورائها مملكة تحكمها ملكة لا يظلم عندها أحد....ما أريد إلا عشرون فارسا يرافقونني في رحلتي...
قال كبير الكهنة : لا تفعل يامولاي كل من حاول قبلك من أبائنا وأجدادنا هلك فيها ولم يعد
الملك : إني حزمت أمري وإن هلكت فسأموت من أجل شعبي
خرج حاكم بلاد الخيال يرافقه عشرون فارسا....
دخلوا الغابة ....تعتليهم الشجاعة يتقدمهم الملك....شاهرين سيوفهم.....فإذا بهم وقد أوشكوا علي الخروج منها....أحيط بهم من كل جانب.....قاتلوا ببسالة .....حتي سقط كل فرسان الملك....فأذا بسهم غادر يصيبه في مقتل ....فلم يستسلم ظل يزحف حتي رأي أنوار المملكة....خرج من الغابة فسقط مغشيا عليه .....
كانت الملكة كعادتها اليومية ....تمتطي فرسها الأبيض...وبصحبتها وصيفتها والحراسة....تتجول في أرجاءالمملكة.....
ومن بعيد رأت وكأنه فتي نائم...
قالت: اذهبوا شاهرين سيوفكم وتحروا أمره
قالوا يامولاتي إنه مصاب بسهم ينزف بغزاره فاقد الوعي
قالت : إحملوه إلي القصر ...
فجمعت أطباء المملكة ....وفي ساحة القصر إلتفوا حوله...
قال كبير الحكماء : مولاتي هذا الفتي سيموت لا محاله ودواءه الوحيد صعب المنال....
قالت وما دواءه؟..
دواءه أن يبتل ريقه بقطرات الندي التي تتساقط من شجرة الحياة وسط الغابة الملعونة ...
قالت : لا مفر من دخول الغابة ...أعدوا لي عشرون فارسا علي الفور...
قال كبير الكهنه: لا تفعلي يامولاتي كل من حاول قبلك من آبائنا وأجدادنا هلك فيها ولم يعد...
قالت : إني حزمت أمري فلا رجعه...
خرجت الملكة وفرسانها....حتي وصلوا إلي شجرة الحياة
ظلت وصيفتها وبعد الجند ينتظرون عودتها علي حدود الغابة ...
حتي إذا إمتلأت قارورتها ....إمتطت فرسها الأبيض....وهموا بالعودة....فلما أوشكوا علي الخروج...أحيط بهم من كل جانب....
قاتلوا ببسالة ....وسقط كل فرسان الملكة....فإذا بسهم غادر...يصيبها في مقتل...ظلت تزحف حاملة بين يديها قارورتها....حتي رأت أنوار المملكة.....فسقطت بين يدي وصيفتها مغشيا عليها...حملها الجنود الي القصر....
وضعوها بجانب الفتي كلاهما ينزف ....
أخذ كبير الحكماء القارورة وبلل ريق الفتي ...فإذا بجراحه تلتئم ....يفتح عينيه ....ليري أناس يلتفون حوله يبكون... وبجانبه فتاة تنزف علي وشك الموت ..
قال الفتي : لما تبكون ....أنقذوا تلك الفتاة
قال كبير الحكماء : أيها الفتي إنها الملكة وموتها محقق لا محالة....
ودوائها الوحيد صعب المنال
قال وما دوائها؟
دوائها أن يلمس حاكم مملكة الخيال وجهها بيده....
قال أنا حاكم بلاد الخيال...
نظر إليه الجمع يتهامسون ....يتعجبون ....
فإذا به يقترب منها يمد يده ليلامس خديها....
فاذا بجراحها تلتئم ....تفتح عينيها ....
وخر الجمع راكعون ....يقولون تحققت النبؤة القديمة.....عاش الملك عاشت الملكة....
قال الملك وما النبؤة القديمة؟
قالوا : قال أجدادنا عندما يجتمع الملك والملكة ...تهلك كل فرسان الغابة الملعونة ....وتتوحد المملكتان في مملكة واحدة....
إمتطي الملك فرس الملكة الأبيض وهي ركبت خلفه زراعيها تلتف حوله وتضع رأسها بين كتفيه مغمضة العينين.....ومن خلفهم قافلة عظيمة تحمل الزاد ....
قال الملك : إن شعبي ينتظرني أيتها الملكة فهيا نبدأ رحلتنا
قالت : السرج بيديك فانطلق بي حيثما شئت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق