نُـــــورُ الْأَمَلِ
****
مَهْمَا اشْتَدّ الْأَلَمُ ، وَبَلَغَتْ الْهُمُومُ الْقِمَمُ ،
يَأْتِي الْفَرْجُ ،
وَيَمْضِي الْعُمْرُ، وَتُشْفَى الْجُرُوحُ، وَتُجْبَرُ الْقُلُوبُ
بَعْدَ كَسْرِهَا، وَيَتَلَاشَى الْأَلَمُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ...
وَيُنْسَى الظُّلْمُ وَالْقَهْرُ بَعْدَ صَفَعَاتِ الْقَدْرِ ،وَتَشْعِرُ كَأَنَّهُ مُرُورٌ كَحُلْمٍ ، وَيَحْيَا فِينَا الْأَمَلُ بَعْدَ تَبَخُّرِ الْآهَاتِ وَالنَّدَمِ فِي وُجُوهٍ مُعْتِمَةٍ...
وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّعَادَةِ وَالسَّلَامِ مِنْ مَسَافَاتٍ قَرِيبَةٍ...
وَيَزُولُ الْحُزْنُ وَيَزْهُو الْأَمَلُ بَعْدَ مِشَقِّةٍ وَعَنَاءٍ ،وَتَعُودُ الْبَهْجَةُ الَى قُلُوبٍ كَانَتْ مُوجِعَةً ،
وَانْ أَصَابَهَا بَعْضٌ مِنْ جِرَاحِ الْحَيَاةِ
لَكِنَّهَا تُخْفِي بِدَاخِلِهَا ابْتِسَامَةً شَارِدَةً ؛
فَتَذَوَّقَ طَعْمَ الْفَرَحِ
يُرَافِقُه الْأَمَلُ بِدَاخِلِهَا لِيُزِيحَ مِرَارَ الْخِذْلَانِ ،
رَغْمَ قَسَاوَةِ الأزمَانِ وَالْحِرمَانِ ، لَكِنَّهَا
تَزْدَادُ قُوَّةً وَصَلَابَةً ، وَيَلْمَعُ بَرِيقَ الْحَقِيقَةِ
مِنْ زَوَايَا كَانَتْ مُظْلِمَةً وَمُتْعَبَهُ،
وَنُدْرِكُ أَنَّنَا كُنَّا نَعِيشُ بِأَحَاسِيسَ صَامِتَةٍ ،
رَغْمَ الضَّجِيجِ فِيهَا
وَتَضِيءُ الدُّنْيَا وَضَحَ الدُّجَى ، وَيَتَجَدَّدُ الْأَمَانِي
وَيَأْتِي ذَاكَ الْيَوْمَ وَتَقُولُ فِيهِ عَنْ قَنَاعَةٍ :
شَكَرَأٌ لِمَنْ اعْطَانِي دَرْسًا، وَمَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ تُدْرِكُ أَنَّ تِلْكَ النَّوَايَا كَانَتْ صَادِقَهُ ، وَسَتَرْزَقُ عَلَى نِيَّتِكَ الطَّيِّبَةِ فَلَا تُبَالِي
فِي نَوَايَاهُمْ الْكَاذِبَةِ الْمُتَخَفِّيَةِ فِي أَلْفِ قِنَاعٍ وَقِنَاعٍ ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق