الأحد، 21 نوفمبر 2021

نيران الشوق ...بقلم الشاعرة أسماء الطائي

 نِيرانُ الشّوقِ

************


جَاءَ  وَبَعْدَ طُولِ الْفِرَاقِ ؛ لِيَخْلَعَ رِدَاءَ الْغِيَابِ ؛ عَلّهُ يُطْفِيء نَارَ الِأشْوَاقِ!!!


أيَظُنُّ أَنِّي مَازَلْتُ فِي مَحَطَّاتِ الِانْتِظَارِ؟!!


وَأنّي لَازَلْتُ أخْتَلَسَ النَّظَرَ عِنْدَ النَّافِذَاتِ،

وَاسْتَرقَ السَّمْعَ عن أَخْبَارِهِ ؛ لِتهْدَأ

حَنَايَا الرُّوحِ الْمُوجِعِة،

وَأرَقِبُ كِتَابَاتِهِ عَلِّي ألْمُحُ طَيْفِي بَيْنَ سُطُورِهَا ،تَقَعُ فِي أعْيْنِيْ أشْيَاءَ الْمَاضِي اليتيمِ ،

حِينَ تَرَكَ الْحُزْنُ جرحا عَمِيقا لَا يَزُولُ مَهْمَا مَرَتْ بِهِ الَأيَامُ ، أحَاوِلْ أنْ أمْسَحْ غُبَارَ خِذْلَانِكَ لِتُعِيدَ بَرِيقَ صُوَرٍ

تَحْمِلُ مَعَهَا الذِّكْرَيَاتِ ؛

عَلِّي أجْتَازُ بِهَا نَحْو بِرِّ الَأمَانِ،

حَتَّى أبْدأ بِتَصَفُّحٍ بِتَمَعُّنٍ وَحُنَيْنٍ وَهُدُوءٍ تَامّ!!!

لَا أسْتَطِيعُ

كَأَنَّ صَوْتَ ضَحِكَتِكَ عَالِقٌ فِي ذِهْنِي ،

وَأنْفَاسِكَ مَابَيْنِ نَبْضِي وَظَنِّي تَتَجَدَّدُ ،

لَيْتَكَ تُدْرِكُ مَا أعَانِي فَقَدِ أصْبَحْتَ سَبَبَ آهَاتِي وَحِرْمَانِي!!!


لَا أسْتَطِيعُ أن أسْمَع إلَا نَبَضَاتِ قَلْبِي الْمُتَسَارِعِة تِلْقَائِيًّا حِينَ

تَلْمَحُ صُورَتُكَ مِنْ بَيْنِ خَوَاطِرِي ،

يَشُدْنِي الْحَنِينُ إلْيهِ بَيْنَ ألْمِ الْحُزْنِ تَارَةً ،

وَفَرْحَة وَابَتسَامَة تَارَةً أخْرى ،

بَسْمَة مَمْزُوجِة بِالَأنيْنِ ،

أسْكُبْ دَمْعَةَ الْحُزْنِ وَألْمُ الْفِرَاقُ

لَيْتُهَا تُطْفَىء مَشَاعِرَ قَلْبِي الْمُحْتَرِقِة

بنِيرَانِ الِاشْتِيَاقِ ،

ثُمَّ هُنَا أعِيدَ الذِّكْرَيَاتِ عَلَى رُفُوفِ الَأيَامِ

وَأهْمِسْ بِصَوْتٍ مُنْخَفٍضٍ

سَلَامُ اللَّهِ عَلَى سَاكِنِيهِ

كَانُوا أغْرَابًا ، لَكِنْ تَجَوَّلُوا فِي مَشَاعِرِنَا

خِلَالَ جُدْرَانِ الِأحَاسِيسِ

نَمْضِي وَيَمْضُونَ وَلَا تَبْقَى سَوَى

كَلِمَاتٌ نُقِشَتْ عَلَى جِدَارِ الْقَلْبِ ،

كَلِمَات إنْ بَقِيَتْ بِدَاخِلِي تَقْتُلُنِي ،

وَإنْ خَرَجَتْ فَأنا بِهَا مَقْتُولٌ ، لَا صَمْتَ يُرِيحُنِي ، وَلَابُوحَ يَنْقُذُنِي ،

وَأبْقَى فِي الْحَيَاةِ بَيْنَ إدِّرَاكٍ بِلَا وَعْيٍ ، كَأَنِّي أخْوضْ صِرَاعَ مَعَ الْبَقَاءِ، فِي مُحَاوَلَةِ عَدَمِ نَفَاذِ طَاقَتِيْ أَوْ الْهَزِيمَةِ،

وَيَمْضِي الْعُمُرُ وَلَا أدْرِكْ انِّي أعيشُ ،

أو كُنْتُ عَلَى قَيْدِهَا مُجَرَّد جَسَدًا بلا رُوح ،ميتُ حيٌّ، وحيٌّ ميتٌ....


أسماء الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق