أحلام اليقظة....
أنا الرجل التافه....!
لكنني نقي من داخلي. كلما سنحت لي فرصة العُلُوِّ لأكون ناجحا رفضت لأنني رأيت من ورائي من يدسون السم في مشربي وعرفت بعدها أنهم يريدونني مطية فهرولت لأنجو لكي لا أكون كبش الفداء لمن يسكنون الظلام الدامس فتركت عروضهم ونجوت بما تبقى لي من إرادة العيش الكريم ..
نعم أنا هو الكافر بكم فهل من يشبهني ويشد على يدي.؟
آه يا زمن .
لمن أوجه كلماتي..؟وأين أجد من يسمع قولي..؟
فأنتم ليس لكم أذن صاغية لتسمعوا نشيدي...
فأسماعكم ليس نقية كي تعقلون قولي لأن كلماتي إذا علت فجرت رؤوس واعظين تقمصوا ثياب نُسّاك عابدين وهم من داخل أنفسهم مُضللين...
سأصحو غدا باكرا والناس نيام وأصيح بأعلى صوتي أفيقو لا تكونوا كسالا راضخين...
لقد رأيت في الوُعّاظ ما يدمي أعين التواقين للحرية وما هم غير مراهنين إلا على عقول قوم أعجبتهم كلماتهم فأصبحو على تلك الكلمات يبنون قصورا وللأسف ستنتهي أعمارهم ولن يجدو شيئا مما تأملوه ويبدأ النحيب ولا ينفع بعدها لا نحيب ولا أنين....!
نحن قوم الكادحين....
نعشق الحرية لكن لماذا بعد حين...!
لقد وصفو أنفسهم بأنهم أسياد الساعة وهم لكم سد منيع من الفقر والجوع فلا تخافوا ولطتمئن قلوبكم فنحن لا نترككم جائعين....!
تركتهم وعدت إلى عزلتي وفي الطريق وجدت إمرأة عجوز أكل الدهر عليها وشرب فأوقفتني وقالت لم هذه العجلة أراك في محنة وأرى في وجهك شيء من الجنون فقلّي ما بك وماذا عنك وأنت بهذه الحالة من يراك يحسبك من الهاربين.....
ألك شيء في دنياك ولا أنت لاحقا به أم تراك من الفريسيين....!
قلت اتركيني أماه فلا وقت لديّ لأُصغي لك واذهبي عني فلست بحاجة لمن يدلني على طريقي فطريقي طويلا وأخاف ان لا أصل لنهايته ويصبح كل ما حلُمت به أساطير الأولين....
أصرّت المرأة العجوز ان تكون لي معي محنتي وقالت إسمع كلامي وبعدا إذهب إن أردت بعدها إلي حيث أردت أن تكون...
قلت مابك وما ستقولين....؟
وهذا ما قالته العجوز......
أينما ذهبت بُنَيْ ووجدت خطيبا فضع إصبعيك في أذنك وإن كان صوته ينفذ من بين أصبعك لأذنك فسارع إلى جلده فهو أفاق لئيم قلت لم؟
قالت لأن هذا العصر هو عصرهم عصر المتسلقون على أكتاف من إنحنى لهم بالتحية وقال لهم آمين....!
يجعلون منك سلما كي يعتلو وتبقى انت وأمثالك في قاع المنحدر ولن تسطتيع العلو بعدها ولن تكون بعدها هاتفا أين أحرار البلاد فتجدهم كلهم في بيوتهم قابعين ...!
إذهب يا بني لكن ستعود يوما بعد سقوط الظلمة وبعدها تكون أنت ومن معك أحرارا وفي الأوطان أنتم أسياد الساعة وأنت بفضل كفاحكم تبنون حدائق العز وتزرعون زيتون الكرامة لكن الله مع الصابرين....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق