السبت، 26 يونيو 2021

ومن ظلم العباد فقد كفر ... للشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 



ومن ظلم العباد فقد كفرْ
تذكّرْ أنّ موتك مُنتــــــظرْ***وأنّه في الحــــــــقيقة لا مفــــــــــــــرْ
ستطمر ميّتا تحت التّراب***كما حــــــــكم القضـــــــاء مع القــــدرْ
وتعلم حينها علما يقينا***بأنّ المــــــــوت يفــــــتــــك بالبـــــــــــشرْ
وأنّ الكلّ في الدّنيا سيفنى***ويبقــــــــى مـــــــن أعـــدّ لنا ســــــقرْ
هو الرّحمان ربّي جـــلّ ذاتا***ومن ظلم العــــــــباد فقــــــد كـــــفرْ
////
سيأتينا المكلّف بالأجل***فيـــــــسأل من أتاه عــــن العـــــــــــــــمل
ويرهبك السّؤال عن المعاصي***وفي الأحشاء ينـــــفجر الوجـــــل
يعدّ الموت في الدنيا انتقالا***إلى دار البــــــــقاء لمـــــــن رحـــــل
وعيش المرء في الدّنيا كظلّ***تحوّل مــــــــكرها ثــــــمّ انتــــــــقل
فلا تفرح بعيش فيه موت***فإنّ المــــــــــوت يأتـــــــي بالأجـــــــل
////
أرى الأيّام تلتهم العصورا***وتبني بالعـــــــباد لها القـــــــــصــــورا
فتترك خلفها الآثار حتّى***تبيّن أنّــــــها ابتــــــــــــــلعت دهــــــورا
ويدفن بعضنا بعضا ونمضي***لنســـــكن بعد رحلتنا القـــــــبــــــورا
فكيف بنا نشكّك في رحيل***سنشهد بعد رقدته النّـــــــــشـــــــــــورا؟
كذلك في الممات لنا لقاء***فنكتـــــــــشف المحاسن والشّـــــــــــرورا
////
ألا هبّوا جميـــــــعا تائبينا***فقــــــــد نصــــــب اللّعيـــــن لنا الكمينا
أتى إبليس بالعصيان ظلما***وعــــــــقّ الله إذا نقــــــض اليمـــــــينا
وحين رأى المصير غدا سعيرا***غوى الإنسان فارتكب المــــــــشينا
وجاهد في العباد بلا انقطاع***فنال من الطّـــــــــغاة الظّــــــــــالمينا
وأمّا المطمئنّ بذكر ربّي***فكان توابـــــــــــــــــه أجرا ثمــــــــــــينا
////
تعلّم أن تكون مـــن الرّجال***بصـــــــــدقك في الحــديث وفي الفعال
وأصلح بالتّعــــلّم كلّ عيب***أصـــــــــابك بالرّذيل من الخـــــــــصال
وأبعد عن ظنــونك كلّ سوء***فسوء الظّنّ يعــــــــــــصف بالنّــــــوال
وأحسن ما استطعت إلى الأهالي***وأوضح في الجواب عــــلى السّؤال
فخير المــــــرء في الدّنيا فلاح***وشرّه في الحيـــــــــــــــاة من الوبال
محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق