العاقر
مرت من الزمان أوقاته في الأتعاب
و ليالي السهاد تلحفت بثوب غراب
سوداء فاحم نور فجر صباحها كأن
أفلت أقمارها وراء غيوم و سحاب
او كأنها خلقت عذراء من إنس جن
فوارت مفاتن حسنها خلف حجاب
و ها أنا ذي أرتجي من الله بشرى
تزيح عقرا أرق دوامه أعز الأحباب
و الأيام سائرة يملؤها هوس الليالي
و البطن فارغ عديم التكور و الإنجاب
لا حكيم لمعضلتي أتى بنافع خلاص
تطلعت إليه النفس بفائق الترحاب
و لا عطار في المدائن له كبير صيت
لم أقتني من دكانه أغرب الأعشاب
عنت خيبة التمني في حزن له مرارة
ذقت من كي نيرانها وابل الالتهاب
و لما لم أجن من ذا ولا من ذاك نفعا
حسبته يكمم أفواه صادحة بالعتاب
استسلمت لمن لهم في الميدان باع
أتت نتائجهم بينة التوضيح و الإعراب
قراراتهم أجلت عني كل مشين عيب
حتى كادت تصيب العش بالاضطراب
و لولا وءام في القلوب متين خيطه
صد صموده طيش فقدان الصواب
لانحل وثاق عروة لصون لمة أيامها
نبذت مراعاة رغبة التفريخ و الإنجاب
منصور العيش
الرباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق