الى الكتَّاب العبيد
بقلم الشاعر عبد الله ضراب الجزائري
***
قــد هِـمـتَ بـالـطَّمعِ الـفـاني فـفزتَ بـِهِ
لـكـن خـسرتَ خـصالَ الـصِّدق والـكرَمِ
مــــــاذا تــفــيـدكَ أمـــــوالٌ مُــكــدَّسـةٌ
إذا نــسـيـت نــقـاء الـقـلـب والـقـلـمِ ؟
أردتـــــكَ أرضـــًـا لُــعـاعـاتٌ مُــدنَّـسـة ٌ
فـانـسقتَ تـركضُ كـالمجنون .. كـالبُهَمِ
الــعـزُّ عــرشـان إن رُمــت الـعـلا فـلـكُمْ
عــرشٌ مـن الـمال أو عـرشٌ مـن الـحِكَمِ
الـمـالُ يـفـنى وعــرشُ الـحـقِّ مـتَّـصلٌ
فـاخـتـر ْلـنـفـسك عـــزَّ الـحـقِّ والـقـيَمِ
لا تـَـكــتـبـنَّ لــبــطــنٍ يــنـتـهـي أبـــــدًا
واكــتـبْ لــربِّـك َرغــم الـجـوع والألــمِ
فـالـقولُ يـخـلدُ إن كــان الـهدى هـدفاً
والـلّـغـوُ يـفـنـى فــنـاءَ الـقـشِّ والـرِّمـمِ
أدركْ بــيــانَــك إنَّ الـــخِـــزْي َيــركــبُـهُ
واصـنع ْمـن الحَرفِ مـِعراجا إلـى القِممِ
مــتـى تـتـوبـون لـلـرَّحـمن ويـحـكمو ؟
مــتـى تـقـومـون لـلإخـبـات والــنَّـدم ِ؟
عـيبٌ عـلى الكاتب الموهوب حينَ يُرَى
كـالوحش يـخبطُ فـي الأطـماع والنَّهمِ
كــم مــن أديــبٍ أريــبٍ مـُتـقنٍ سَـلـسٍ
أرْدَتـْــهُ خِسَّتُهُ فـــي الــزَّيـغ والـظُّـلـمِ
أضــحـى كُـلـيْـبا مـهـيـنا لـلألـى مَـلـكُوا
رُخـصـاً ونـقـصاً وأضـحى دانـيَ الـهِممِ
يَشقى ويُخزى لأجل الكسبِ في ضَعة ٍ
كــأنَّــمــا نُــســِبــَتْ عـُـقـْـبــاهُ لِــلــعــدمِ
ألا يــفــكِّــر ُ؟ إنَّ الـــمـــوت مـُـنــطـلَـقٌ
لـيس الـنِّهاية َيـا مـن غـاص في الوهَمِ
إنَّ الــثـّـقــافـة تــفــكــيـرٌ ومـــعــرفــة ٌ
مــا بــال بـعـض ذوي الأقــلام كـالـنَّعمِ
أكـــلٌ وفــخـرٌ، وكـسـبٌ، شـهـرة، ٌ نَـهَـمٌ
يــرقـى عــلـى أمَّـــة الأقـــلام كـالـورَمِ
بـــه يُـعـانـي مـقـالُ الـحـقِّ اذ حَـجـبتْ
جـَدواهُ فـي الـدَّهر كـفُّ الشُّرْه والسَّقمِ
بـــه يـعـانـي ذوو الأفـكـار ِمــن صَـلـفٍ
يــُؤذي الـمـفكِّر مــن بـغـيٍ ومـن صَـمَمِ
بـــه أُهــيـلَ الـمـقـال الـحـرُّ فــي حُـفـرٍ
ووُرِيَ الـقـبـرَ قــبـرَ الـصَّـدِّ مــن قِــدمِ
يـــا بــاغـيَ الــمـال بــالأقـلامِ مُـرتـديـا
زيَّ الــعــبــيـد إذا عُــــبِّـــدتَ لا تَــــلُـــمِ
لـقـد سـعـيت َإلــى الإخْــزاءِ فـاحيَ بـهِ
في الهونِ والدُّونِ تحت الرِّجلِ والقدَمِ
إلــى الـمـكارم أرنــو مــن عـلـى قـلـَمي
إلــــى الـحـقـيقة والأخـــلاقِ والـشـيَـمِ
لا لـست ُكـالبعضِ بـاع الـفكرَ فـي وطَرٍ
أضـحى يـَدُسُّ الأذى فـي فـكرهِ الـقَتِمِ
يــا بـائـع الـفـكر بـالأهـواءِ مــاذا جَـنـَى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق