هكذا تكون الحياة......؟
الحياة جدول ماء نقي..
ولكن إذا شرب قُرناء السوء منه فسيصبح ماؤه غورا ولا يعود للظهور مرة أخرى وإن عاد سيعود ماؤه عَكر ومليء بالسموم والقاذورات...!
أُحب النقاء وعدم الرياء وربما أحتمل بعض الشوائب لأنه لا بد للمرء أن يكون لينا بعض الشيء حتى لا تكسره المفاجئات ..؟
صحيح أنّ هناك من دنّس الصفاء وحوله لظلمة حالكة لكن هذا لا يعني أنّ المثابر يقف في منتصف الطريق ليعود بعدها للبداية من جديد..
لقد عزمت على المسير وعندما يصادفني أحد الغوغائيين لا ألتفت إليه بل أوجه نظري للخلف كي لا تبصره عيناي وأُصبح لا أرى الدرب إلاّ كغشاوة مظلمة وكأنها سحابة ليل دامس....
سأُواصل المسير ولن أسمح لليأس أن يستولي على ما كنت قد رسمته في خاطري منذ أزل بعيد...
سأقذف بالماضي وراء ظهري وأجتاز كل ما سولت له نفوس بعض من سكنوا في الدهاليز المظلمة التي سكنت بها شياطينهم وعلمتهم المكر والدهاء....
سأجعل عقلي وفكري يدور في فلك من كانت لهم أغاريد الحب والوفاء لتدق بعدها طبول العزة والكرامة وتكون إرادة حرة لا تشوبها شائبة ولا يخالطها شك....
لقد أصبحت أشعر بالصداع الشديد من كثرة ما سعيت لبناء روضة غناء تسكنها العقول النيّرة وتكون أفضل من أفضل ما هو أفضل من أيِّ روضة شُيٍّدت لعاشقي الحياة الكريمة وتكون على قمة جبل شاهق تحرسها طيور المحبة والوفاء وثمارها اللؤلؤ البراق وترابها سندس أخضر لا يمسه إلا من كانت له أغاريد السابقين الذين بنوا أمجاد الفضيلة التي أُسست لأُناس عرفوا كيف تكون حياة الفُضلاء....
هناك تتعالى العظمة ويبني الجيل المُرتجى وبعدها تكتمل الحياة ولا شيء سوى الحياة التي نحبها نقية طاهرة نظيفة تخلو من السموم وطنين ذباب المشاغبين....
هنا في بلادي تُبنى الصروح وننفي عن ترابها كل ماكر لئيم
سأصعد بعدها خطيبا وبصوت عالٍ أصيح صباح يوم ملؤة الفل والياسمين هنا الوطن ولا وطن غير هذا الوطن....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق