الجمعة، 1 يوليو 2022

الهوية الهاوية ...بقلم الشاعر أحمد انعنيعة

 الهوية الهاوية


أنا هو النجم الساقط من منحذرات الظل الذي يواصل استكشافي الطويل الأمد .. أنا الكائن الذي يسعى لأن يكون سبيكة من الف معدن بعد اندماج كل عناصر الكون في .. أنا نار تنقرض في بركان من الحمم .. حممي تحترق في القاع .. 

وأنا كذلك الريح العاتية من رياح كل الفصول .. أمر بقوة من قطب لآخر .. لكن القطبين جمدا قلبي أثناء عبوري من منطقة إلى أخرى ولاسيما عندما يبعدان عني أغنيتهما المعتدلة فوق الكثبان الرملية حيث تتحول رقصة الشمس عندي إلى زوبعة ويلتوي جناحي ..

أنا كل هذه الأرض الخصبة .. أرتكز على عقدة سرية تخنق نمو كل غرائزي خوفا من أن تطأ قدماي أرض الجحيم المتصدعة .. أنا هذه المياه الجوفية التي تتسرب إلى محاجر الملح الصخري.. وعندما تخرج من أحشاءها المتصدعة ، تتقطر في ألف مجرى

على كل أرض المتعطشة لمياه الامطار .. إنها تلك المياه التي تتبخر من مسام الأشجار لتداعب الجثت القابعة تحتها ..

أنا من ختم على هذه الصفحة  .. صفحة تحالف العاشقين بالوشم .. وكتبت على مروج الكلمات شعرا لتتحرر مياه أنهارها من ريش الأطيار وخبائث الزواحف .. أركب الفحول في رحلاتي وأترك نفسي تنجرف لوحدها بعيدا عن طريق الصور التي تغزو وجهي على مر السنين .. 

أنا واحد ممن يراقب مساره عدة مرات  .. أتبع الخط الشائك لكل محني .. هي محطات في مجالات رؤيتي للأمور التي تصادفني لأرفع ظهري المنحني حين أجد نفسي لاهثا لهواء ملوث عبر سيول الغبار ... لئلا أعيش على كثير من التردد .. وأنا أيضا من يمر في شارع مزدحم غني بهروب الأحاسيس والحركات الروبوتية .. وأطلب المساعدة من أي شخص يمر بجانبي لأخفف ألمي وأسهل علي جهودي .. وأنا متمسكً بكرامتي ،أحاول أن أتحدى طبيعتي المذهلة ، لأعيش بهدوء من يوم لآخر .. يمكنني به تغيير نبضات قلبي بين كل رحلاتي في دوائر مدينتي ..

وفي الأخير ، أنا من أخذ لنفسه عدة أربطة ملونة يلف بها على عنقه في وهج الفجر .. وأخرج من كل ليلة سوداء  إلى ليلة أخرى ليزهر  بلدي في الأفق البعيد .. 


أحمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق