السبت، 9 أبريل 2022

حكاية صائم 9 .....بقلم الشاعر إبراهيم شبل

 حكاية صائم ٩

من القدس

(لا تأمن للثعلب) 

بمنطقة بعيدة من البحر  كانت تبحر السفينة محملة بكافة مخلوقات الأرض فهبت عاصفة شديدة وصارت الأمواج عاتية تدفع السفينة هنا وهناك كمن يلعب بالكرة بين قدميه 

نادى قائد السفينة بالركاب قائلا: 

أذكروا الله هنا نطق الجميع استعداد للشهادة 

وإمتناع البعض عن الذكر وخصوصا إنهم لم يعرفوا لماذا ركبوا السفينة لأنهم لما يركبوا السفينة بإرداتهم ولكن سقوا إليها كالعبيد ليعمروا أرض جديدة بعالم جديد 

لكن اصر القبطان على ذكر الله في نفسه حتى جنحت السفينة نحو كتل جليدية كالصخر فارتطمت فانشقت السفينة وغرق جميع من فيها

فنجا القبضان الذي مازال يذكر الله بنفسه فصار يبحث عن أي شيئ يتعلق بيها وكانت المفاجأة يأتيه دولفين من بعيدة فيركب على ظهره فيخرجه إلى اليابسه

 فينام على الشاطئ من شديدة الجوع والبرد والضعف الذي أصابه ولكنه استجمع قواه ونهض ليبحث  عن ما يأكله

أثناء البحث رأي حملا يجري مذعورا

(خروف صغير) فقال لنفسه هذا الحمل الصغير كان بالسفينة كيف نجا؟! ونسى جوعه وخصوصا عندما قال الحمل: ياسيدي القبطان أنت جائع مثلي قال: نعم  جائع 

فقال ولواشتد بيك الجوع سوف تأكلني فتبسم له قائلا إذا لم يوجد غذاء آخر ولكن سنجد غذاء آخر إن شاء الله

قال الحمل: ياسيدي الغذاء هنا كثير ولكنه يحرسه الثعلب الذي أراد أن يأكلني بالسفينة فعاقبته وعزلته ثم سجنته بعيدا بأسفل السفينة

فقام بتمزيق جدار السفينة ليحفر ثقبا ليهرب وبسبب قلة عقله قد غرقت السفينة عندما ارتطمت بالجليدفقذفه الإرتطام خارج السفينة

 ومن شدة الإرتطام طرت إلى المياه فخاف الثعلب عليا من الغرق فجاء إليا مبتسما ولكني خفت في نفسي ليأكلني 

ولكنه قال لي لقد غرق الجميع ولم يبقى إلا نحن الإثنين فسوف احملك على ظهري واسبح نحو الشاطئ ففرحت إنه سينقذني ولن يفترسني

وشكرت له صنيعه ومعروفه وعندما وصلنا للشاطئ وبعد راحة قصيرة 

قال الثعلب أنا جوعان فهيا نبحث عن الطعام فجبنا الجزيرة حتى وجدنا أرضا من أشجار جوز الهند وأعشاب خضراء 

فذهبت واحضرت واحدة من جوز الهند فقام الثعلب بكسرها وشرب ما بيها من ماء 

وقال لي إحضر منها الكثير لتأكل وتشرب حتى تسمن 

وهو يبتسم واسنانه بارزة للأمام ولسانه يلهث ولقد تذكر إني حمل

فإذا به يهاجمني بشراسه 

فهربت منه مسرعا  عندما قرأت الغدر بعينيه إلى نفق قد وجدته  ليحميني من غدر الثعلب 

وهنا وقف الثعلب حارسا ومتحكما على الطعام حتى لا إقترب من أرض الغذاء فأموت جوعا وعطشا ليلتهمني فهيا ياسيدي لتأخذ بثأرنا جميعا من الثعلب

فقال القبطان: له عندك حق فعلا لاتأمن يوما للثعلب وإن برز يوما بثياب الواعظينا لقد أخطأ من ظن أن للثعلب دينا

لقد أخطأت عندما وافقت بركوب الثعلب المخادع والماكر معنا

 فعندما كنت ارى أسنانه أظنه يبتسم فتفرح نفسي ولكنه يريد إفتراس كل من بالسفينة ليكون القبطان والحاكم فقد خدعنا جميعا فعلا سوف نتخلص منه نهائيا

 فقال الحمل : لاتظن ياسيدي يوما عندما ترى أسنان الثعلب إنه سيهديك إبتسامة

قال القبطان فيجب على الحكماء والحملان ألا يصدقوا يوما الثعالب

فطبع المكر بهم غالب

 وفعلا قام القبطان  بمساعدة الحمل بالتخلص من الثعلب  بحيلة حيث ذهب الحمل لإرض الغذاء ففرح الثعلب وقد اشتد جوعه فإنطلق نحو الحمل ولكن كانت رصاصات القبضان أسرع فقتله

بمسدسه الذي يحتفظ به دائما ثم صنع قاربا صغيرا من أشجار الجزيرة  

بمساعدة الحمل ليعودا إلى أرض الوطن بسلام

مرددا القبطان قائلا حكمته لا تأمن للثعلب يوما 

وقال الحمل: إن الثعالب لا تعيش بأرض الحملان. 

الكاتب/إبراهيم شبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق