الاثنين، 8 نوفمبر 2021

مخاض كاتب الجزء السابع ...بقلم الأديب سمير حمودة

 ~~~~~~~~~~~{  مخاض كاتب}~~~~~~~~~

الجزء السابع  :

وذهب سعيد الى مكان كليتها حيث وقف خلف شجره امام بوابة الدخول حتى هلت عليه وهى تبتسم وحاذره من ان  يراها احد وأشارت اليه ان يسبقها الى نهاية الشارع.. وتلاقيا على استحياء.. هو ينظر اليها وهى تنظر اليه بعلامة استفهام..كأنها تقول له ماءا تريد

وبادر هو بالكلام والقى التحيه والسلام وقال لها ممكن نجلس فى مكان عام خارج عن هذه المنطقه.. ف أهمت ان ترفض ولكن بادرها وقال ارجوك لاترفضى ف انا اقصد الحلال..ولست من هؤلاء الشباب الضال  ف همهمت واومأت بالموافقه على الا تزيد المقابله عن عشر دقائق فعندها محاضره مهمه..وهى تدعى ذلك خوفا من ان يراها احد معه.. فقال نعم ساوجز ماوددت قوله لك فى كلمتين لا اكثر.. فترجلا الى كافيتريا جوروبى وطلب كأسين من عصير الليمون وقالت ماذا تريد منى بالظبط .. قال كل خير.اريد ان اسألك هل هناك احدا فى حياتك منشغله به او مرتبطه مع احد من الشباب..  قالت لم افهم ولما هذا السؤال.. قال انك ابهرتينى بجمالك وخلقك من وقت ان رأيتك واربد الارتباط بك على سنة الله ورسوله.. فماذا تقولين.. ظهر على وجهها حمرة الخجل وفالت اترك لى فرصه فى التفكير ثم ارد عليك وهمت بالقيام مسرعه.. قال لها والليمون... قالت  اشربه فى مره اخرى

لقد حان ميعاد المحاضره ولابد ان احضرها.. وحيته وذهبا ليوصلها الى جامعتها.. فوقفت بعيدا عن بوابة الدخول وقالت يكفى هذا.. قال فى عجاله ومتى تردين علي !؟  قالت لاتتعجل فمازال الوقت طويل.. وذهبت وتركته يرنوا اليها حتى دخلت جامعتها.. ثم رحلو هو سعيد مبتهج وعلامات الفرح تبدوا على وجهه مع بعض الخيره والقلق.. الا توافق فيصدم فى اول تجاربه مع الحب.. وقابل صديقه امين فسئله اين كنت ولما تأخرت وماذا بك والحيره المشوبة  بالقلق بادية على وجههك

اسكت يا امين.. لقد قابلت شاهيناز صباح اليوم وتواعدنا فى جوروبى وحدثتها وحدثتنى  .. ها.. وماذا قلت لها اخبرنى.. ابدا قلت لها اننى اريد الزواج منها .. قال له  على طول كده من غير مقدمات ولا تعارف ولا اى شيئ من هذا القبيل.. قال وماذا اقول لها غير هذا انه اقصر طريق للحلال وانا لا اريد لها غير ذلك.. سألتها ان كانت مرتبطه مع احد اخر.. فتعجبت فى الاول ثم سارعت لاأشرح لها مرادى منها وهو الخطوبه والزواج.. وهل هناك اكثر من ذلك يا امين.. لا اقصد.هذا بل اقصد  ان تدردشوا مع بعض وتتعارفوا وتعرف طباعها وهى ايضا تعرف طباعك ثم تقرروا الاستمرار من عدمه... قال لا يا امين هى بنت خام ومظهرها يدل على اخلاقيات اسرتها وليس هناك من شك انها رقيقه وراقيه ومهذبه وانا لا اطمع فى اكثر من هذا.. ف ادعوا الله معى ان توافق علي حتى استعد لخطبتها فورا... قال له امين  خطوبة ايه يابنى مازال امام عامين فى الجامعه وبعدها التخرح وبعدها استلام وظيفه وبعدها لك الحق فى خطبتها.. اما ان تذهب الان وتخطبها فسيرفضوك حتما.. قال اترى هذا يا امين قال نعم هذا هو الطريق الصحيح.. فاستهم قليلا ثم قال ولو.. اسمع منها الموافقه وبعدها نجد لكل سؤال جواب.. المهم هى يا امين فتبسم امين اشفاقا على سعيد وقال يارب يتم لك بكل خير يا سعيد... 

فودعا صديقه امين وذهب الى منزله مترجلا يفكر بعمق كيف يرتب هذا الامر.. فقرر ان يزور والده فى الربف. فى زياره خاطفه ويخبره بالامر. ف والد سعيد.. تاجر اغلال كبير هو واخواته ورثوا عن ابيهم اطيان ومخازن اغلال وهم من اثرياء البلده وهم اربعة اخوه اصغرهم صابر والد سعيد.. وهم اخوه مترابطه يحكمها العرف وتقاليد الاسره الكبيره.. والاخ الاكبر هو حامل لواء الاسره من بعد وفاة والدهم ومتحكم بكل شيئ فلم يرث منهم احد بل تركوا ميراثهم مع اخيهم الاكبر..فهذه وصية ابوهم من قبل ان يموت..ام لايرث احد شيئ من التركه..حتى لاتضعف الاسره وتصيع هيبة العيله  فمن يصمن ان بعد توزيع الميراث ان احدهم يبيع ارض او مخزن فتتفرقوا..انا عايزكم عصبه واحده وسأجعل اخوكم الكبير احمد هو من يدير شئون العائله من بعدى وبمفرده فهو دراعى اليمين ومن وقف معى فى كفاحى وعلمته العدل  فهو عادل سيعطى كل ذى حق حقه من ايراد التركه وبزياده ولن يحتاج منكم من احد الا وسيكون سباق لتلبية طلبه..وفعلا قام الاخوه جميعا بالقسم بالولاء ل اخيهم الكبير  احمد وكان بحق عادل وسخى مع الجميع ملبيا طلباتهم وبزياده  واخرها الوقوف بجانب والد سعيد فى زواج بنته الوحيده وانفق عليه ببذخه وكان كريم.. لذا هم فى وئام وسلام مع بعضهم البعض ك اسره واحده لها كبير ولها اصول فى التعامل.. ولا يحق ل احد ان يطلب حقه فى ميراث خشية الفرقه ونقص فى التركه من بيع او ايجار او ماشبه ذلك.. من اراد شيئ عليه ابلاغ الكبير وهو يري الاصلح والافضل للجميع.. وفعلا ذهب سعيد فى زيارة سريعه ل ابيه حيث ان امه متوفيه من زمن طويل وهو طفل صغير ف ربته زوجة العم الكبير حتى صار رجل وغادر البلدة للدراسه بالقاهره.. وجاء الى البلده متهللا وقابله ابوه بفرحه غامره وتعجب فى ذات الوقت .. لابد ان هناك مشكله عويصه يحتاج فيها ابيه.. وفى ثانى يوم للزياره.. بادر والد سعيد بسؤال ابنه ماذا بك ياسعيد وما حقيقة حضورك على غير العاده.. اهناك مشكله لاقدر الله.. احكى لى يابنى عايز اطمن عليك... قال لا والله لامشكله ولا اى شيئ وحش..انت وحشتنى يابا وجى اشوفك واطمن عليك.. قال له ياواد دا عاجنك وخبزك انت ناسى ان انا ابوك اللى رباك وعارف عوايدك اول ماتحصل لك مصيبه تيجى جرى فى حضن ابوك وتشتكى قول قول ماتكسفش اومال حاتقول لمين يعنى ان لم تخبر ابوك ياواد... قال با ابويا انا صراحه عايز اخطب واحده من مصر.. بنت يابا رقيقه قوى ولطيفه جدا ومن عيله كبيره وعجبتنى يابا وعاوز اخطبها.. فابتسم والده وقال انت مش شايف ان لسه بدرى على الكلام ده ياسعيد لسه يابنى ادامك على الاقل سنتين للتخرج وبعدها نبقى نفكر فى الموضوع ده.. بص يابنى لمستقبلك الاول وبعدها فكر زى مانت عايز.. وهو الحب عيب ولا حرام لكن هايشغلك عن مستقبلك دلوقتى.. والدنيا مش هاتطير.. ادامنا العمر طويل اتخرج انت وفرحنى وانا اجوزك جوازة السعد والهنا من بنت عمك احمد  هى اولى بيك وانت اولى بيها يابنى.. استهم سعيد من قول ابيه ورنا الى وجه حبيبته وكأنها تناديه.. طالما انت مش اد الوعود ليه بتوعد.. هى بنات الناس لعبه.. ف اكفهر وجهه وبدت الاحزان عليه كأنه يحمل جبال الدنيا على كتفيه  ... وصمت وذهب وهو حزين يرقد فى فراشه فهو يريد الاختلاء بنفسه حتى يتعمق فى الفكر ولايقاطعه احد..وهناك على فراش نومه بكى بحرقه وحزن شديد..  وتأتيه محبوبنه.. فى احلام اليقظه وتسأله ماذا سيفعل ان ارتضيتك خطيبا ثم زوجا وحبيبا.. فماذا انت فاعل الان.. فقرر ان يفاتح والده مره اخرى ويشرح له مدى تعلقه بهذه الخطبه واما لن بعرف الراحه ولا الاستقرار فى دراسته قبل ان يرتبط بها ولو. بخطوبه وقرأة الفاتحه والزواج بعد التخرج.. هذا انسب حلا لمشكلته ولن يغادر البلده قبل ان يوافق والده على طلبه والا فلن يعود للدراسه ولن يغادر البلده وافضل له ان يعمل مع والده فى التجاره وسينسى كل شيئ عن حياته الدراسيه... وقد كان.ماله.. قابل والده قبل ان يغادر صباحا الى عمله وفاتحه بالموضوع مرة ثانيه وشرح له وجهة نظره واهتمامه البالغ بما قاله له والا لن يعود الى الدراسه ولن يحصل عل بكلريوس التجاره..  وسيكتفى من الدراسه وسيعمل معه فى التجاره.. ف انتفض الاب واقفا غاضبا من سعيد.. وقال له هل هذه وصية امك لك قبل ان تموت وهى ان تصبح حامل شهاده عليا ولك الهيبه وسط اولاد عمومتك..قالت  له انت لست اقل منهم شأن.. اوعدنى ياسعيد ان تكون احسن منهم وان تذكرنى بكل خير وتترحم علي بعد موتى وتعلوا من سيرتى اننى ربيت ولد صالح متعلم وواخد شهاده عليا.. انسيت ياسعيد.. ان نسيت انت ف انا لم انسى ولن انسى.. لا ياوالدى لم انسى ولكن ساقول لها يا امى..ان والدى هو من وقف ضدى لتحقيق امنيتى فكيف اواجه نفسى بعدما حرمتونى من اول امنيه لى.. فبكى والده وضمه الى صدره  وقال له لا يابنى لن يقف احد امام ماتمنيت.. اذهب الان وانتظر متى رد الليله بعد العشا.... 

وفعلا ذهب الحاج صابر والد سعيد الى اخيه الكبير يالحاج احمد قص عليه ماحكى له ولده سعيد.. فابتسم اخيه فى وجهه ابتسامة صفراء تدل على خيبة الامل فيما كان يخططه لسعيد ان يتزوج ابنته فهو يرى فى سعيد الشاب المؤدب المثقف والرجوله وهو الذى ربته زوجته ليصبح زوج ابنتها.. فرد عليه اخوه وماله سيبه يختار على هوى قلبه طالما سيرتاح ويهدأ ويعود لدراسته وافق وعلى خيرة الله توكل على الله  وروح اخطبها له من اهل البندر فهم على هواه والبلد هنا مش على هواه.. روح ياصابر مع ابنك واخطب له بنت البندر هى اولى به.. ماخلاص هو هجرنا وعجباه عيشه مصر واهلها.. قال له صحيح ياخويا موافق من قلبك.. رد عليه وقتل له وانا بايدى ايه ياخويا  دا اختيار ابنك مش اختيارى انا.. انا كنت مختار له الاحسن والانسب لكن هو فضل اختياره عن اختيارنا له.. وتركه اخوه وذهب..ف هرع الحاج صابر  يبشر ابنه بالموافقه من كبير العيله.. فحضنه وقال الف مبروك مقدما ياعريس.. رد عليه سعيد.. صحيح يابا. وافقتم.. الله يبارك فيك يابا.. لكن تفضل مشكله واحده.. قال له ابوه ايه تانى ياسعيد.. قال سعيد لسه ما اخدتش موافقة عروسة المستقبل... فبهت وجه والده وبدت عليه علامات الدهشه والسخريه. وقال ل ابنه وهو يعاتبه يانهار ابوك ابيض ياسعيد.. انت لسه ماخدتش موافقة مين ياخويا..!!!! !؟ قلها تانى  اكنى انا ماسمعتش حاجه.. انت جاى دلزقتى تقول لسه ما أخدتش موافقتها اومتل جايلى تعمل ايه ياسعيد.. فين عقلك ياضنايا.. بتحلم قبل الهنا بسنه.. مش يابنى المفروض تعرف المبتدا قبل الخبر واللا  الدنيا ماشيه بضهرها.. داكلام يابنى توقعنى مع عمك وتوقفنى ادامه زى العيل الصغير. من سوفى وانا باكلمه عنك وعن جوازتك قبل ماتعرف ان كانت زميلتك موافقه ولا لأ  .. بطلوا ده واسمعوا ده.. لا يابنى  انت صغرتنى كده ادام عمامك واخويا الكبير اروح اقوله ايه ابنى بيستأذنك ياخد رأى عروسته بعد موافقتك.. لأ  ياسعيد انت يابنى اتجننت بصحيح.. روح يافندى ولاتفاتحتنى فى الموضوع ده قبل ماتنهيه الاول وكل شبئ يبقى واضح وضوح الشمس.. زكفايا على كده مسخره وقلة ادب.. مع السلامه يابنى وابقى كلمنى فى التلفون الاول وقولى  عملت ايه وانا هاكفى على الخبر ماجور لحد ماحضرتك تجيب موافقة الهانم... الله بسامحك يابنى.. الله يسامحك يابنى.. رد عليه سعيد يابا انا متأكد ان هى موافقه تعبير وسها كان بيقول موافقه صدفنى بس ده خجل بنات وعزة نفسها برضه اكيد عايزه تعمل لنفسها كرامه.. مانا فحأتها يابا برصه وكان لازم ترد عليا كده.. لكن اطمن هاتوافق.. والله هاتوافق انا متأكد.. طيب يابنى مع السلامه انت وربنا يصلح لك الحال. 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انتهى الجزء السابع على خير ويتبقى حوالى جزئين اخرين ان لم يحدث شبئ جديد تطول معه الروايه.. هههههه ف الى اللقاءفى الجزء القادم 

بقلم..... ~~~~~~~~(  سمير حموده  )~~~~~~~~~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق