للعقول الراقية
محل خراطة
رفضت أنا خراطة مئة نسخة من المفتاح ..
قلت لها لا أستطيع
سألتني الفتاة :
إن كانت المشكلة في عدد النسخ
فأجابت :
المشكلة آمنية. فكيف سأنسخ المفتاح وانا لا ¡¡
اعرف حتى إن كان هذا المفتاح
لها أو أنه سرقه ..
فقالت لي .. اخلف لك بالله انه
مفتاح بيتي ... ،
فصمت قليلا .. فسألتها
الله يهديك .. ماذا تريد بالمئة
نسخة ..
صمت انا .. وحدقت في الفتاة المدهوشه طويلا ..
فقالت .. عشان وهم اسمه وهم الحرية ..
في المساء أغلقت باب الخراطة ومضيت أفكر بالفتاة . ترى ماذا حصل معها.. مسكينة أهلها يريدون تزويجها رغما عنها من رجل لا تريده ولا تطيقه ولا تحبه ..
قالت إنهم هدودها بحبسها في البيت إن هي رفضت .. وقالت
إنها إدعت الموافقة. .
حتى يتسنى لها نسخ المفاتيح
سألتها ماذا ستفعل إن غيروا القفل
فقالت إنها ستكذب من جديد حتى
يتسنى لها أن تنسخ المفتاح ..
فقالت لي ..
إن الحياة يجب أن تفهم إنها مصرة
على نسخ المفاتيح طالما استمرت
الأقفال في تكاثر
نظرت إلى المارة الذين يجرون خطواتهم الثقيلة البائسة إلى
بيوتهم ..
جميعا - يوما ما - وعدوا أنفسهم
ألا يستسلموا وأن يدافعوا عن سعادتهم ووجودهم وأرواحهم
بمئة طريقة ..
وعدوا أنفسهم أن يكسروا الأقفال
ولكنها كسرتهم .. شعرت بجزء
منه يحسد الفتاة الخائفة على
إرادة الحياة داخلها ..
فنظرت إلى نفسي في الزجاج
واجهة إحدى المحلات. . أتأمل
حطامه. . وفشله وخذلانه. .
مضيت في طريق وانا أشعر
بحرقة في حلقي بينما كنت
أردد في نفسي
(( كلها خراطة بخراطة ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق