بكائية عيون بلا جفون *
*
بَلاءٌ ... بَلاءٌ ... بَلاءْ
قد اسْتَمْطَرَنا من السماءِ البلاءْ
نتضرعُ إلى اللهِ كاذبينَ
ودمعنا لا يكفكفُ يا سماءْ
بطولاتُ التاريخِ قد أسكرتنا
نتشدَّقُ بماضٍ أضعناهُ
ونفتلُ الشواربَ المحفوفةَ
فغدونا طبولاً فارغةً بلا صوتٍ أو هواءْ
واغْتالتْ مزاعمُ الرجولةِ
خالداً وسعداً وعَمْراً وصلاحَ الدينِ
واكتفينا بدموعِ الخنساءْ
نبكي صخراً ونحنُ من قتلهُ
وندعي العروبة ونحنُ غرباءْ
نبكي الحسينَ كاذبينَ
ونحنُ من اغتالَهُ في كربلاءْ
وسكرنا بدمهِ دون خجلٍ أو حياءْ
يا عراقُ أين سعدٌ ؟
أين هارونَ ؟؟
يا شامُ أين خالدْ ؟؟
أين أبا عبيدةْ ؟؟
يا مصر أين عمرو ؟
من أنادي والقلوبَ مشتتة
والألسن خرساءْ!؟
قد سللَّنا السيوفَ بيننا
قتلاً وذبحاً وكل ينادي هُبَلاً
بألفِ ألفِ داحسٍ والغبراءْ
مسرى النبوة بعناه
والأقصى هديناه
نصرخ .. نستنكر
قد نسينا الرجولة في المخادع
وتلحفنا بثياب النساءْ
من ضربنا على خدنا الأيمن
نضحك ببلاهة ونصفع جباهنا
ونشكوا أقداراً جعلتنا بلهاءْ
قد أعدنا عصر الجاهلية
إن محمداً ودينه منا براءْ
قد عبدنا المال فهو إلاهنا
ضاعتْ منَّا الرجولة
ضاعت منَّا النخوة
ضاعت منَّا الشهامة
وتاجرنا بشرف أمتنا
( لا نامت أعين الجبناءْ )
المعتصم اغتلناه
وصببنا في أذنيه الرصاص
كي لا يسمع النداءْ
في ( جِنين ) ولدت جَنيناً شامخاً
يأبى الذلَ شامخاً بعزة حد السماءْ
بدَّدَ عصور جاهليتنا
كعبير الياسمين يغزو الأرض
كصاعقة بدَّدَت الأعداءْ
يا عصور الاستنكار
يا حروف الشجب
يا خَزَنَةَ المال
قد ولت أيامكم واستؤصلت مكامن الداءْ
عربي إنتمائي
عربي بدمي
عربي بروحي
عربي بعقلي
قد كتبتُ شهادة ميلادي بدم الشهداءْ
( فلا نامت أعين الجبناءْ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د . بحة الناي أحمد مصطفى الأطرش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق