صِدْقُ الثّبات
***
صَبْرُ قُلُوبِ العِبادِ فِي الغِيَرِ
إذا رَمَتْهُمْ بِلَفْحِهَا الأشِرِ
أدَلُّ شَيْءٍ على سَناءِ هُدَى
مِنَ التَّباهِي بِسَجْدَةِ السَّحَرِ
كُلُّ هُمُومِ النُّفوسِ مُزْجِيَةٌ
إلى التَّهاوِي بِوَحْشَةِ الضَّجَرِ
إلا قلوبُ الذينَ قدْ عَقَلُوا
فلَنْ يُصابُوا بِدائِها الخَطِرِ
تلكَ مَآسِي الحياةِ لَيسَ لَهَا
مُخَفِّفاتٌ سِوَى رُؤَى القَدَرِ
يَا نَفسُ لَوْلاَ اليَقِينُ حَصَّنَنِي
قَضَيْتُ عَيْشِي فِي الغَمِّ والكَدَرِ
هِدَايَةٌ تَصْلُحُ الحَياةُ بِهَا
مَوْصُولَة ٌبِالسَّماءِ والنَّظَرِ
مَصَائِبٌ يَخْضَعُ الوُجُودُ لَهَا
فلَنْ تُدَاوَى بِالحِرْصِ والحَذَرِ
إلاَّ ثَبَاتُ الفُؤادِ في وَجَعٍ
دِينٌ يُسَلِّي بِنظْرَة ِالعِبَرِ
إنَّ الحَياةَ التِّي نَخُوضُ بِهَا
يَمُّ المَآسِي والبُؤْسِ والضَّرَرِ
لَكنَّ سِرَّ الثَّباتِ فِي أَمَلٍ
حَيٍّ أتَانَا بِبَيِّنِ السُّوَرِ
وَقْعُ البَلايَا لِلرُّوحِ مَدْرَسَةٌ
فَهْمٌ تَجَلَّى بِالنَّبْشِ في السِّيَرِ
***
بحر المنسرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق