خواطر سليمان ... ( ١٢٢٣ )
البعد الزمني ...
كلمة اكتشفت انها لها عمق كبير في فهم كل ما يشكل عليك فهمه أو إدراكه ، فتذهب عبر الزمان تطيل النظر ، لتكتشف أن ما انت فيه الان قد سبقك فيه غيرك ، وأنت جئت من بعده لتلتمس منه الحكمة والعبرة ، والسعيد من وُعًظَ بغيره ...
هذا حين تتأمل في أحوال العصور و الحضارات وحتى الأفراد ...
وأما البعد الزمني في القرآن فلم ألتفت إليه إلا قريبا وبحق أقول ...
كنت أقرأ في سورة الروم وفي مطلعها أن قوة الفرس العابدة للنار استطاعت أن تهزم الروم المؤمنة بالله وإن كان في إيمانها غبش ...
فقال الله
"غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ " الروم ٣،٢
ثم في الآية التي تليها مباشرةً
" فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ"
الروم ٤
أنت تقرأها في ٥ ثواني ، مع ان الفارق الزمني بين الهزيمة والنصر ما بين ٥ إلى ٧ سنوات...
الذي يعنيني هنا ان الله طوى لك هذه السنوات في ثواني معدودات ، ليصل بك إلى حكمة بالغة لعلك تلتفت إليها ، وهو قدرته سبحانه أن مقاليد الأمور كلها بيديه يقلبها بين الناس كيف يشاء....
وإن من الحكمة أن تتدارك أن الذي يملك الأمر هو الله قادر على ان يطوي حياتك كلها ليبدلها لك من حال إلى حال ، كما سيبدل الدنيا كلها لتكون لك جنة بعدها أو نار ...
سليمان النادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق