الاثنين، 26 ديسمبر 2022

لقاء أنثى....بقلم الشاعر أدهم بصول

 لقاء أنثى 


تبسّمت ولمّا بان ماسها

تغطّت بالوشاح وأسدلت

 على وجهها خمارها 

كأن الغيم غطّى نورها القمري

فأظلمت عليّ عالمي ببخلها

وسارت في طريقها

إلى أعماق ذاتي واستقّرت بين أضلعي 

وريداً آخراً يعيد نبضاتي 


كغصن البان قدّها 

وبستاناً من التفاح خدّها

شفاهها كنهر الخمر تذهب عقل شاريها 


هي امرأةٌ  أنوثتها  مثاليّة

تثير الجدل ضحكتها 

أنوثتها بألف ألف امرأةٍ عرفتها

هي النار والحنّة


تبسّمت وسارت في طريقها 

مضت والقلب مرهونٌ بكفّيها

مضت في طريقها

تشقّ غسق حيرتي

وأعيني تراقبها 

 وقلبي على الخطى تدقّ نبضاته

وهان القلب في يدها 


أما شعرت 

بحدِّ رمشها البتّار يقتلني

أما عرفت بأني صرت مملوكاً

لعينيها 


تبسّمت ولاح الفجر من أعماق ظلماتي

اذابتني بنورها 

أنارت ظلّ أحزاني 

ورسمت إبتساماتي 

على وجهي 

ملاكاً هي من الرحمة 

سقتني الحبّ في نظرة

كأن الليل لم يكن جوارها سوى لحظة 

كأنّي لم أعش عمري سوى لحظة لقائها 

وأبقتني ولم تبقى 

وتركتني بحيرتي 

ونار الشوق تكويني 

على أملٍ  بلقياها

ولو مرّة

لعلّني أراها مرّةً أخرى


أدهم بصول 

الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق