أنا...وَليلى
............
قالت:
........
لا تعرف الأوجاعُ غيرَ فؤادي
فأنا بوادٍ والهناءُ ..........بوادِ
فارَقتُ قَسرَاً والليالي .. دأبُها
شرًّ يُميتُ القلبَ ......بالإبعادِ
فأتيتُ أرضاً لا دِماهَا من دَمِي
أبداً ولا هِيَ في الهوى كَبِلادي
لكنّ حظّي مثل ليلٍ.... مُظلمٍ
يا للحظوظ بِبُهمَةٍ ....وَسَوادِ !
فقلت:
..........
كُونِي كَما العَنقَاءِ تَحتَ رَمادِي
فَأنا زَرعتُكِ في صَمِيمِ فُؤادي
صُبحي كَليلي في بُعَادِكِ حُلوَتِي
والحُلوُ مُرٌّ والرياضُ..... بَوادي
في الحبِّ يبدو كلُّ شيءٍ رائعاً
فيجيءُ حرفيَ رائعَ ....الإنشادِ
من أين تَأتيني السعادةِ والهَنا
وأنا بِوادٍ والحبيبِ.......بِوادي
نبضات أهل العشق قائلة لهم:
(أَوفُوا ....فإنَّ اللهَ بِالمِرصادِ)
فَبعادُنا نارٌ أبَت أن .....تنطفي
ووصالِنا بِردٌ على....... الأكبادِ
إنِّي للُقيانا أتُوقُ .......وأشتهي
من نارِ شوقي قدحُرِمتُ رقادي
لم يَستَطِيعوا منعَ وَصلِكِ غَادَتي
حتَّى ولو صُفِّدتُ...... بالأصفادِ
فأنَا المُظَفَّرُ والكُماةُ ......تَهابُنِي
يومَ النِزالِ لِشِدَّتِي ......وَعِنادي
وَتَصونَنِي ثِقَتي بِنَفسي... أَوَّلاً
وَفَتاةُ قلبي لا تَخُونُ .....وِدَادِي
.....................
فقالت:
........
إنّ الحياةَ أرَتْ نوائبَ .....جمّةً
أنّى لقلبي هدأةَ .........الإنشَادِ
فأنا القتيلةُ شاعري.... بحبالها
فاتركْ ( فَتاتكَ).. دون أيِّ عنادِ
قد أحرقتْ قلبي الحياةُ بنارها ..
ما عاد فيه مساحةٌ .........لودادِ
حتى عصافيري أطارتْ سَعْدَها ..
والياسمينةُ في عِدادِ ......رمادِ
ماذا أقول وهل ترى من فرصةٍ
للقلبِ يا (رَمضانُ)في الإسعادِ ؟!
...................
فقلت:
.........
فُرَصُ السعادةِ جَمَّةٌ ....إنْ رُمتِها
جاءَت لتسعِدنا بِلا .........ميعادِ
فدعي التشاؤمَ ..فالتشاؤمُ لعنةٌ
واليأسُ داءٌ ....... قاتلُ الإسعادِ
حتى عصافير السعادةِ إن غَدَت
تَأتي ...وقد. باضت على الأوتادِ
فإذا الحياة أرَتكِ بَعضَ .جفائِها
لا تقنطي...وَتَفاءَلي .... بِوِدادي
فالصبحُ يأتي بعدَ ليلٍ ... مظلمٍ
وَالبرقُ لا.. يأتي...... بلا إرعادِ
رمضانُ...يا ليلى بِحبِّكِ ... هائِمٌ
وترينَ ذاكَ. بِأحرُفي.. ...وَمِدادي
..............
فقالت
.......
اترك سبيل الحبّ فهو ....مذلةٌ
ودع الفؤادَ بعِفَّةٍ ..........وبِعادِ
رمضانُ قلبي لم يعُدْ ....بجمالهِ
جاء الزمانُ عليه .......بالإفسادِ
فَتَكَ (الربيعُ اليَعرُبِيُّ) ....بِعِفَّتِي
حَتَّى ألِفتُ ..... تَلَوُّنَ الأجسادِ
شَنُّوا هجومَ البَغيِ نحوَ طهارتي
كهجومِ (هولاكو) .....على بَغدادِ
فاهربْ فإني يا حبيبي لم أعدْ
ليلى التي تشدو لها .......بودادِ
ملعونةٌ تلك الظروفُ بما ..جَنَتْ
فالحظُّ منها .......ضاربٌ لسوادِ
فأنا عهدتكَ شامخٌ لا ....تنحني
كالسنديانِ على تخومِ....الوادي
وأراكِ أنقى مِن مياهِ ...... فُراتِنِا
وأراكَ أعلى من جبالِ ....بلادي
وأراكَ رَمزاً للرجولةِ .......والوَفا
وأراكِ أكبَرَ مِن حدودِ.....فؤادي
.........
فَتَلَعثَمَتْ....شفتايَ ...مِنْ كلِماتِها
وَفُؤَادِهَا ..........المملوءِ بالأحقَادِ
واسوَدَّت الدنيا بِعَينِ.... نَوابِضي
فَطَفَقتُ أرزَخُ في جحيمِ سُهَادِي
......................
أبو مظفر العموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق