الأحد، 4 ديسمبر 2022

الدنيا بين الصالح و الطالح....بقلم الشاعر د.محمد موسى

 آخر الكلام  ...


"الدنيا بين الصالح والطالح"


        من المعلوم للجميع ، أن الله يعطى الدنيا لمن أحب ولمن لا يحب ، أي للطائع له من الخلق ، وكذلك للعاصي له من خلقه ، ونستطيع القول أن الله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا بعدله لمن إجتهد وعمِل العمل بإتقان لكي يستفيد هو من إتقان العمل ، لذلك نرى من لا دين له يأخذ من الدنيا أكثر ممن هو متدين إذا عمل الأول العمل وأجاد في عمله ، حتى ولو تكاسل عن العمل للأخرة ، فهذه هي سنن الله سبحانه وتعالى التي لا تتغير في ملكه وفي خلقه ،  فالجلوس مثلاً في أماكن العبادة للعبادة فقط ، لا يغني عن العمل بهذه العباده ولا يثمر لفاعله في الدنيا ، فلابد أن تكون العبادة دافعاً للعمل وإتقانه ، والله سبحانه وتعالى بفضله لا يعطى الأخرة إلا للصالحين فقط من الخلق ، الذين إجتهدوا بالعبادة في الدنيا وعملوا بعبادتهم بين الناس ، ويقول الإمام على رضى الله عنه وكرم الله وجهه  (صلاح الدنيا والأخرة بأربعة رجال ، عالم ينشر علمه ، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم ، وغنى ينفق ماله ، وفقير لا يبيع آخرته بدنيا غيره ، فإذا أمسك العالم عن علمه ، استنكف الجاهل أن يتعلم ، وإذا بخل الغني  بماله ، باع الفقير دينه بدنيا غيره) ، هنا يمكن القول أن العمل بالعلم والعلم للعمل يؤدي إلى مراد الله سبحانه وتعالى في إعتدال ميزان الكون ، وهذا هو ما يفسر لنا الميزان الدقيق للأمور.


 ♠ ♠ ♠  ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق