على الدرب سائرون
بقلم
محمد فوزي عبد الحليم
كلنا على نفس الدرب سائرون
أنتم السابقون ونحن اللاحقون
ولا دائم إلا وجه الله القاهر
فوق عباده بالأمر كن فيكون
فلا ديار الدنيا باقية ولا خلق
الله بعد زوال الدهر ماكثون
ولا بيوتا في الجنة يعمروها
إلا ما كانوا قبل الموت يبنون
لاشئ في الدنيا مخلدا فيها
الكل بنفخة في الصور زائلون
وتنشق الأجداث عن ساكنيها
فيأتون شعثا غبرا مهرولين
شاخصة أبصارهم من أهوال
(يوم لاينفع فيه مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم)
فأجره على الله غير ممنون
خالدين في الفردوس نزلا
جزاء لهم بما كانو يكسبون
رضوا عن الله ورضي عنهم
فصاروا كأمثال اللؤلؤ المكنون
وأنقلبوا بنعمة من الله وفضله
أحبة على سرر متقابلين
أما من أحاطت بهم ذنوبهم
فسيأتون بألأصفاد مكبلين
ليروا ما اقترفته أيديهم
على رؤوس الخلق أجمعين
وينصب ميزان العدل بالحق
ويؤتى بالأولين والأخرين
هذا ما وعد الرحمن وصدق
الأنبياء وأخبرنا المرسلين
ولله يرجع الأمر كله والخلق
يوم إذ على الله يعرضون
وعهدا على الله انهم على
النقير والقطمير محاسبون
(كل نفس بما كسبت رهينة)
وكل عامل بأعماله مرهون
وما كان الله بظلام للعبيد
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
ما لهم لايرجون لله وقارا
غارقون في دنيا المجون
يتخذون الحياة هزوا وبدين
الله يجحدون
ويفترون على الله الكذب
ويقولون ما الحياة الدنيا
إلا لهو ولعب وما نحن في
الأخرة بمبعوثين (فذرهم
في طغيانهم يعمهون) حتى
تأتيهم الساعة بغتة فيعلمون
أي منقلب ينقلبون
بقلم
محمد فوزي عبد الحليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق