غرور الأغبياء
لماذا وثقوا اسمي وقد ولدت من العدم في مكان بعيد عن كل فكرة مظلمة .. لماذا كان كعبي يبرد وجسدي يرتجف بعد ولادتي ولم يخبرني يومها أحد عن العدم .. كرب ورعب وصراخ أطفال بدون غد .. سراب من ذهب وقصة من لا شيء .. إنها ذكرى منسية بلا أوراق ... وفي النهاية ، أحسست أني ولدت على رؤوس الجبال السوداء ...
لماذا نقشوا حياة الحب دون قصص .. ونحتوا شمس الحرية حتى ظهر الأعداء على قمم النسيان وحفظوا روح الشعراء في مواكب العربات لتموت الحرية على الأرض المقتولة .. وتهب ريح العنف على النجوم البيضاء في صمت كوابيس الليل ..
فقبل أن أموت في الصباح الباكر ، أريد أن أترك معزوفة شيخوختي هذه الليلة لأودع كل ما لدي من ضيق ويجتمع جلدي المتجعد بخيوط القمر لكي يشرب من مرارة هذه الأوقات .. علي إذن ، أن أستمع إلى بؤس الفقراء وقطرات دمائهم حين تتقاطر على شقوق قلوبهم ليزهر موتهم .. فقبل أن أموت ، أريد أن أدفن صرخات أطفالهم الجياع للتخلص من بكاء دموعهم المتحجرة ... إنها صلاة لا طائل من ورائها .. ومحو صرخاتهم هي كلمات دعاء أمام الله بأخلاق ساخرة ليكونوا قادرين على فك صدهم وتعليق سرابهم أمام كل عيون الكون العمياء ..
ومن أجل التخلص من مقاعد محنتهم ، سأعيد إحياء العشاق المفقودين منهم ليحتفلوا بالأشهر والأيام والساعات التي تنعم بها عيون البورجوازية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق