في الغربة ..
======================== من أين يأتي الحب .؟..وأنا الغريب ..أبحث عن نفسي في شوارع تلك المدينة البعيدة ..أبحث عن قلبي بين بحيراتها وغاباتها ..وطيور البجع.
أرى خيالي في زرقة مائها .بين أمواجها وقوارب العاشقين ..وموسيقا هادئة ..هادئة .تثير بين أوردة القلب الحنين ..أقطف وردة ..لارائحة لها..أطلب من النادل شطيرة جبن وكوب شاي ..كذلك لا طعم لهما ..ولارائحة تجذبني إليها ..
في الغربة ... لاطعم للأشياء هنا ..لا أحد يشاركك مشاعرك ..لا الطيور ولا الزنابق ولاتموّجات الماء على سطح البحيرات...ولا حتى قوارب العاشقين..
ويضيق صدرك..تنسكب دمعة عينيك..تتلعثم بلغةٍ..لاتفهمها..كذلك بطعم الملح ورائحة النعناع ..
تقول في نفسك ..هذه اوجاع غربتي.. لا أحد يتجرّع مرارتها سواك..
أجلس على الكرسي الخشبي في تلك الحديقة المُطلة على بحيرة البجع .. منذ سنوات..ومنذ سنوات هذه المشاعر لا تفارقني .. المطر يبلّلني ..ثيابي شعر رأسي ..أرتعش من البرد ..! وفي الصيف ياربّ ..!.
أذهب إلى سكني..خطواتي متثاقلة أكثر من أي وقت مضى ..
أفتح باب غرفتي ..صرير بابها القديم ..لايزعجني .فقد اعتدت على نغمته..أتمدّد على سريري . أرتجف من البرد ..أغمض عيوني..أنام ..وتأتي أمي تغطّيني . بنفس الغطاء الذي اشتراه لي والدي ..منذ سنوات..ومنذ سنوات يأتيني يقبّل جبهتي... ما أطيب أنفاسك يا أبي..وما أدفأ دعواتك يا أمي ..ولأول مرة أنعم بحنانهما منذ أتيت إلى هذه المدينة...أستيقظ ..أرفع الستائر عن نافذة غرفتي الوحيدة..أسرع إلى المطبخ لأعدّ القهوة..أجد أمي قد أعدّتها ..
تقول ..تفضّل يابني ..ترتعش يدي..لا أحد هنا..لا أحد..!.سوى ظلّ أمي وقلب أمي..ورائحة الخبز والزيت وزعترٍ ..كانت تعدّه لنا هي..بيديها وذوقها الرفيع ...وكثير من الحب وأكثر من الحنان.
بقلمي.
معاد حاج قاسم .سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق