الأحد، 31 يوليو 2022

قصة قصيرة بعنوان قاطع الرحم...بقلم الاديب د.محمد موسى

 ♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠


♠ ♠ ♠ قاطع الرحم في النار♠ ♠ ♠


       بينما يهم الحجاج بن يوسف السقفي بقطع رأس ثلاث رجال ، إذ سمع صوت صراخ ونحيب إمرأة فقال: تعالي يا إمرأة فلما جاءته سألها لماذا كل هذا الصراخ قالت: وكيف لا وأنتَ سوف تذبح أخي وزوجي وإبني ، نظر إليها فإذا هي إمرأة جميلة ، فقال: لجمالك أترك لكِ واحد منهم فمن تريديني عتقه من القتل ، قالت: وبدون تفكير أخي فتعجب الحجاج وقال: لها أخوكِ قالت: نعم فقال: كنت أحسب غير ذلك فلماذا أخوكِ عن زوجك وإبنِكِ ، فقالت: أما الزوج فغيره موجود ، وأما الإبن فهو مولود وأما الأخ فهو مفقود ، ضحك الحجاج وتعجب لفصاحتها ثم قال: هم طلقاء لأجل هذه الفصاحة. 

      قررتُ أن تتصدر هذه الرواية قصتنا اليوم لماذا سوف يفهم القصد في نهاية القصة ، هؤلاء أخوة أشقاء وهم أولاداً لرجل ثري من التجارة ، لما توفاه الله أخذ كل منهم الكثير الذي جعل الحياة رغدة وبلا معاناة ، أحدهم كانت له بنت جميلة والأخر كان له ولد ناجح في عمله ، وهناك حكمة تقول أحياناً الثراء يأتي بغير السوية في السلوك ، فقد إعتادت البنت على إقامة علاقات مع الأخرين عن طريق التليفون والكمبيوتر ، وتجعل الليل وسيلة للتسلية حتى الصباح خصوصاً وقد إنتهت من التعليم الجامعي ، وظلت في البيت تمارس لعبة الحب بالوسائل الإليكترونية ، وعرفت في العائلة بهذه الصفه "بنت لعبيه" إلا إبن عمها ذهب إلى أبوه يوماً وطلب منه أن يتزوج من إبنة عمه هذه لجمالها ، ولكن أبوه أخبره بما يقال عليها إلا أنه قال لأبوه كل البنات هكذا هذه الأيام ، وبعد الزواج ترجع كل منهن لعقلها ، ثم بعد أخذ ورد بينه وبين أبوه وأمه وأخواته حتى عماته صمم على رغبته بالزواج من إبنة العم ، وتم الزواج وأعدت لهما شقة فاخرة في مكان راقي ، وأنعم الله عليهما بثلاثة ذكور بجمال الأم ورجولة الأب ، وكبروا لسنوات 6،7،9 ولأنهم أثرياء فقد كانت لهم عضوية في النادي الرائع في تلك البلدة الذي هم منها ، وتقدمت الأم لإدارة النادي لتعليم أبناءها السباحة ، وفعلاً أشتركوا في نشاط تعليم السباحة ، وكانت الأم تأخذهم ثلاثة أيام إلى النادي وبمرور الوقت تعرفت على مدرب السباحة الذي تقربت إليه وتقرب هو إليها ، وأمتدت العلاقة بينهما إلي التليفونات وتطورت إلى أحاديث على الواتس أب وكلمات غرام و ...... وفجاءة ، وبتقدير الله وقع التليفون في يد الزوج وقرأ الرسائل الغرامية ثم حدث الصدام بينه وبينها ، وبدون تفاصيل تدخل ابو الزوجة "العم " وأبو الزوج "العم" وحاول باقي الأعمام التدخل ولكن بعد شد وجذب توصولوا إلى قرار أن تُطلق الزوجة وتأخذ العفش والأولاد وكل حقوقها وتعيش في بيت أبوها الذي ماتت عنه زوجته ، وأن يأخذ الزوج الشقة التي كان قد أحضرها ، ثم بعد قليل باع الشقة وعاش في بيت أبوه ، واتفقوا أن يرى الأولاد كل ما يريد ظل الحال هكذا ، حتى في يوم تم إحضار الأولاد للزوج لكي يعيشوا معه ولأن أم الاولاد صغيرة فقد قرر أبوها أن يزوجها ، وأخذهم الأب الذي كان أيضاً في طريقه إلى الزواج ، وتحير الأبناء بين أم عزمت على التضحية بهم لتتزوج وأب وجد أنهم سوف يكونوا عائق لزواجه ، وتزوجت الأم وبعد شهور قليلة طلقت وتزوج الأب وحدث معه ما حدث لها ، القضية أن الأخوة جميعاً قاطعوا رحمهم والباقي منهما تحير بينهما ، وأصبحوا  في حيرة لإرضاء أحدهما ، وظل أبو الزوجة يدعوا على أخوه وأبو الزوج يدعوا على أخوه ، وإذا قال لهما أحداً قاطع الرحم في النار ضحكوا.


♠ ♠ ♠  ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق