على أعتاب الليل
آيا ليل مالي أرى دربك مظلما
لا نجم ينير مراسيك و لا قمر
خطط البؤس على خدك مرسما
فيه غاب الضياء و انتحر الفجر
سوادك زاد فوق كآبتي هما
على فاتنة غيبها عني القدر
هان عليها الود عدوانا و ظلما
و لم يرد عنها ذكر و لا خبر
يا ليل
كلانا في الهوى يعيش سقما
بثوب الحداد نطوف و نعتمر
يا صديق الشمع و الدمع مهلا
جئت أشكوك و القلب منشطر
هل لي أن أعانق فيك حلما
يعيدني إليها و ينتهي الكدر
متى أهدم سورا بات يحجبها
و أطفيء لهيبا به القلب ينصهر
متى يعود زهو الأمس و أحضنه
و أطوي صفحة يغلفها القهر
يا ليل
متى يعود ربيعك من غيبته
و تزدان سماؤك و يهل القمر
أنا و أنت كل يداري محنته
لمن نشكو و باطننا لهيب وجمر
في صمتك لغز لا أدرك معناه
يخفي صراخا يندى له الصدر
كصحراء مترامية لا شط لها
لا غيث يبللها شتاء ولا قطر
أضناني حداد تكفنت به
و أنساني هجر الحبيبة المر
يا ليل
طرقت أبواب الخليل برمتها
و لم يشفع لي شعر و لا نثر
ماذا أقول و خيط الهجر يكبلني
و الشوق مني فاض به الحبر
حبيبة القلب أنقضت وعدها
و قد أقسمت
أن لا يفرق بيني و بينها
سوى رحلة ينادي بها القبر
يا ليل قل للقوافي تكلمي
إن كانت لنبض الحرف لا تتنكر
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق