الثلاثاء، 19 يوليو 2022

قصة قصيرة ..بعنوان سفر الحنين...بقلم الأديب ياسر إبراهيم الفحل

 قصة قصيرة 

(بعنوان سفر الحنين )

بقلم / ياسر ابراهيم الفحل 

🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃

على ضفاف النيل  بيوت كثيرة  من طمى النيل . بسيطة  كبساطة  أهلها  .  طيبة كطيب  نهر  النيل . عذبة  كعذب  أخلاقهم . 

كيف يختلف  أهلها  عن النيل  ومائة جرى  فى دمائهم  ونبت منة لحمهم  وعظمهم .

يجرى على ضفافة  الصبيان  يقذف بعضهم بعضا  فى مياهة العذبة . فهم تعودو ا  علية  منذ صغرهم  يسبحون  فى مياهة  وهاهم يشتاقون  إلى عذب مائة . حتى يلامس  أجسادهم  فيرطبها  كما يرطب  أرواحهم .

هذا  النهر  العذب  يجرى من مجراة فى أراضى كثيرة . ولكنة يستقر فى حضن أمة .هذة  هى  نهاية نهر يسافر سفر الحنين . 

بيوت الطمى  تتكاثر  على ضفاف  النيل كأنها  وسام  ووشاح  يتوشح بها أهلها  الطيبين .

 النحيل الأخضر  يزين الشطئان . ويزين  بيوت  المصريين  فمنها تصنع وسائدهم  ومنها  تسقف بيوتهم   

 يخرجون كل يوم إلى  حقولهم  ليصبوا  عرق جهدهم  فى أرضهم  الطيبة.    فيسقون  زرعهم بمياهة  العذبة . وينتظرون الخير الذى يعود عليهم  .

هم من حرارة  الشمس  يقذفون أنفسهم  فى مياهة. الباردة  كمشتاق  مسافر بعيدا  عنة فلما عاد  رمى نفسة  الية  يرطب جسدة  الملتهب     بحرارة الشمس  الحارقة  . وكأنهم سافروا إلية سفر الحنين   .

هذاالنهر  يجرى على أطراف القرية . يسير الأطفال كل يوم  طريق طويل  حتى يذهبوا  إلى مدرستهم . هى فى الضفة الأخرى من الشاطئ .

يحملهم النيل ذهابا  وإيابا   كأنة أم تحمل  أطفالها  فى  حنانها.  هم يعودون  إلية  وهو يعود اليهم  بسفر الحنين فى تناسق  عجيب  بين مياه النيل  وبين أهلها الطيبن .

 يحملهم    على فلوكة  السعادة  هذا إسم المعدية  أو السفينة التى  تنقل الأطفال  كل يوم إلى الشاطئ الآخر من الضفة .

يذهب الاطفال إلى  المدرسة  يجلسون  فى فصول الدراسة .هى فصول كثيفة  التلاميذ  يلتصق بعضهم  بعضا فى تألف  و تناغم   .

 الدرس على السبورة  يبدأ بسؤال  

ماذا تعرف عن  النيل ؟ 

التلاميذ بفطرتهم  يقولون  يا استاذ 

 أحدهم قال  :-  أعرف عن النيل  أنة يحملنا  كل يوم  من والى المدرسة .

 وقال الآخر:-  يا أستاذ المياة  أبى يسقى بها  رزعنا  وأرضنا الطيبة .

 وقال الثالث :-  يا أستاذ رأيت الأرض جافة  مشققة  فلما أتى النيل  إلى الأرض  كأنة الحبيب  المشتاق الى حبيبة  . وبعدها  تخضر الارض  وتزدهر .

  وها هو تلميذ يقول يا استاذنا سمعت عبد الوهاب في المذياع يغنى للنيل . 

ثم بادرهم  الاستاذ قائلا :- 

هل النيل  مهم لكم ؟ 

هنا قال  التلميذ  فمن يحملنا. ومن يسقينا  ومن ينبت  زرعنا . ومن  يروى دمنا .

هنا صمت الأستاذ  وعرف أن تلاميذة  النجباء  قد أدركوا  أنهم حماة النيل  فمهما سافروا فأنهم  يسافرون  سفر الحنين  للعودة  إلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق