هذه الوسادة تؤرقني..
==================
هذه الوسادة تؤرقني..منذ اعوام والنوم يجافيني.اطارده..استرضيه.اعطيه فنجان قهوتي..اجالسه .لا يأبه لي..
حاولت معه..استبدلت أوضاع وسادتي عشرات المرّات..وبقيَ كما هو.متجهماً ساخراً منّي..
من أين أجد كِحلاً سحرياً يقتل أرقَ جفوني ..؟.
من أين أجد أبجديّة..أتصالح معها لبضعة أيام.؟.تمنحني جدائلها..سحر عيونها.. بقيّة عمري..
في هذا الصباح..تشرقُ الشمس مبكّرة على غير عادتها..ترسل دفء أشعتها..وعصافير تشدو..كما لو انّها تُخلق من جديد..وفرحتها الكبرى وقد وجدت أعشاشها بعد ضياع طويل..تبالغ أجنحتها بالتصفيق..يتناثر ريشها في الهواء..أهوَ الفرح..؟.أسألها..لكنها تتجاهلني..تُرى لم تسمعني..؟.أبرّر لها فِعلتها...أغفر لها عدم اكتراثها بي..
الشمس تتسرّب بأشعتها من بين أغصان الأشجار...نعومة حرارتها تعانق زهر الرّمان..وبنفسجةٍ تُكحّل عينيها..تتزين لنسمة عطرٍ..تفوح عبر نسمات الصباح..أتساءل..أهوَ الحبّ..؟ أهو الأمل..؟..
لا أحد يسمعني..!..حتى العصافير..تتجاهل حيرتي..!
أشعل سيجارتي الثالثة والرابعة..أشرب مابقّي من قهوتي الباردة..أقلّب صفحات ماضٍ وتاريخ.. مجدٍ وأدب عريق ..ودواوين شٍعر..للفرزدق وجريرٍ والأخطل الصغير والكبير...وبعض من حكايات أبي النواس وصبابته..
هذه الوجوه أعرفها...ترسم حكايات ملاحم وبطولات..وأطلال توجعني.. ترهق قلبي ..هزائم وانكسارات حاضرٍ تتبعثر فيه الأحلام ..ومسافات زمن وضباب ورمال..واستحالة رؤية.
تُرى..أهو الخوف..؟.ويأتي صوت خافت من بعيد..يرتاح القلب له..يمسح دمعتي..يحملني بين جناحيه...يزرعني بين سنابل قمح وعناقيد زيزفون..
إلى وسادتي يوصلني..تحتويني .. تُجبر خاطري وأنام..أنام بانتظار يومٍ جديد ..ونهرٍ وشراعٍ قادم من بعيد..
بقلمي.
معاد حاج قاسم٠سوريّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق