الاثنين، 18 أبريل 2022

رسالة الى جسدي .....بقلم الشاعر أحمد انعنيعة

 رسالة إلى جسدي


سلام الله عليك يا جسدي ... مرحبا بك ياجسدي .. أيتها المادة الخام ..أيها الطين الخام بكل الألوان .. فيك الأسود والأبيض والاحمر والأصفر .. أود اليوم أن أشكرك على مرافقتك لي لفترة طويلة .. في كل دروب حياتي..لم أعطيك في كثير المرات كامل الاهتمام  والمودة .. أو بكل بساطة، الاحترام الذي تستحقه .. كنت أسيء معاملتك وأعيش لنفسي .. أعرضك لضربات عنيفة وأهينك لتوفر لي المزيد من السعادة .. كم تجاهلتك بنظرات مزدرئة .. ورفضتك بصمت مليء بالشكوك .. أنت الرفيق الذي عاشرني طيلة حياتي،اعلم أني كنت أكرهك إذا أنت انهزمت أمام الآخرين .. وإذا ما تحركت قليلاً ، كنت أعيد اكتشافك بندوب سرية وأعجب لإمكانياتك..

اليوم ، أجدني أحبك ياجسدي ، وأرغب في احتضانك وتدليلك .. أريد أن أقدم لك كل أنواع الهدايا وأرد لك جميلك .. وأود لو أرسم على بشرة وجهك الزهور والورود .. أنا الآن أعيش منك وفيك لكنك لست مني وأنا لست منك .. حقا قد أرهقك كثيرا .. لذا ، أرغب في أن أقدم لك الحكمة وأهديك ابتسامة جميلة من ضحكات الشمس الأبدية .. من النور الى الطين .. وأطلعك على أحلام نجومك التي هي أحلامي .. أيها الجسد المخلص ، ليس على الرغم مني أقبلك اليوم ، ولكنني قد اكتشفت أنك تحبني .. أنك اعتنيت بي واحترمت وجودي على علتي .. فأنت سمحت لي بأن أُولد وقد حملتني ، وسمحت لي بأن أكون .. وأن أنمو فيك ومعك !

ياجسدي ، إن الجو ماطر ، اليوم ، والرياح عاتية .. والآن  أقر أني قبلت بك على عيوبك وقبحك وسوف لن أتركك تذهب لوحدك .. سنذهب معا الى النهاية  .. سنتقدم في العمر معًا لتموت أنت لوحدك وألج أنا السماء لأنتظرك الى يوم يبعثون  لتعدبني من جديد .. إن محنتي معك سرمدية .

في هذه الليلة التي أقابلك ، أحس أنه قد أحاط بك الليل وأطبق الصمت على مكانك عندما وضعت أنفك على النافذة البرانية .. إني أرى هناك في الخارج أعناق كائنات آدمية تتكون مثلك من طين تتطاول من فوق الأسطح المنسية .. إنها أعناق أجساد مقهورة تسثغيت بكلمات تنبعث من حنايا أضلع من هزموا في الدنيا مثلك وهم أحياء .. وبالقرب منها أسمع  أنات تقاسيم وجوه من احتضنتهم السماء وهم على فراش الموت مثلي .. 


أحمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق