كُن إنسَان
***
أيّهَا العَابِرُون بَينَ ثَنَايَا هَذا الزّمَن
أحِبّتِي نَبتَغِي وَإيّاكُم لِلخُلودِ مَكَان
أنتُم هِبَة مِن مَوَاهِبِ الرّحمَانِ
جَاءَت تُغَذّي العُقُولَ وَالوِجدَان
أنتَ أيَا بُلبُلَ الشِّعْرِ وَالنّثر والألحَان
كَشَمسٍ تُلقِي شُعَاعَهَا ألوَانًا
نَسَجْتُم بِالفنُّ جَمَالًا وخَمَائِلَ بِالجِنَان
كَالرّحِيقِ أوْ أصْفَى مِنهُ لَألاءٌ وَفَتّان
كَزَهرِ الطبِيعَة فِي رَبِيعِهَا تُحيِي الأذهَان
امْلأ سَاحَةَ البَسِيطَةِ تِبْرًا لُؤلؤٌ ومَرْجَان
كُن جَرِيءَ البَيَانِ بِالعَوَاطِفِ وَالنُّهْىِ أحَيَانًا
اجْعَلِهُ كَلامَ سِلمٍ يُنِيرُ دَربَ الشبَابِ بِالأوْطَان
فَكلُّ مَعْنًى أغرّ تَتَألقُ فِيهِ البَلاغَةً وَالبَيَان
***
أخِي الإنسَان
مَن يَعشَقُ الحَيَاة يَبنِي لهَا الأمَان
فَمِن أحْقادِنَا بِأيدِينَا هَدَمْنَا تَآخِينَا
قَتلنَا الأمَلْ حَبِسْنَا كُل الأنْفاسِ فِينَا
وَنَسِينَا الدُنيَا تَجرِي ولنْ تُبْقِي مِنَّا
وَأنّ الشُهُبَ تَضْحَك عِندَ تَلاطمِ الدُّجَى
وَليْسَ يُعَادُ لِلإنسَانِ دَهرٌ قدْ مَرّ
خَبِرنَاهُ زَمَانًا فَقدْ جَاءَ فِي السُنَنِ النَبَوِيّة
يَا ابنَ آدم رَدد ورَتل آيَاتَ التَفَاؤلِ
كُن فَارِشًا لِلأرْضِ شُعَاعَ الأمَل
بَلغْ أغنِيَاتِ الفَرَح مَسَامِعَنَا
فَجمال المَعْنًى تَتَألقُ فِيهِ بَلاغَةً الإنْسَانِ
***
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق