حكاية صائم ٧
خالد وسوق العمل
خالد شاب مجتهد ذو تعليم متوسط ولكن كان مجتهد فتعلم مهنة وأتقانها
وذاع صيته كمتخصص ومجتهد وأمين وبرع وخصوصا كان مطلعا على كل جديد في عالم هندسة الكهرباء وأنطلق الشاب خالد بحماس وقوة وطموح الشباب ليبحث له عن مكان تحت الشمس ولكنه تم تجنيده
فلبى الطلب طائعا ليؤدي دوره بخدمة وطنه وهو يمتلك أغلى موهبة بالحياة فقد كان شاعرا بالفطرة يصوغ الحروف أشعارأ ويغنيها هو زملائه وخصوصا عندما كان يكتب عن امه مصر أو عن المواطن المصري الذي يقابله في الشارع او في قطار السفر لقد أدى الخدمة العسكرية كجندى منضبط ومثالا لقدوة الحسنة
ليخرج مرة ثانية لمعارك الحياة الطاحنة من أجل البحث عن لقمة العيش وبناء ما يتمناه بالمستقبل فأخذ يبحث دؤب عن فرصة عمل
وفعلا بعد البحث يسر الله له فرصة عمل إلى السعودية وقد كان سعيدا وإنه بهذا السن سوف يحج بيت الله
فاستعد للسفر وتسلم العمل وعمل بنشاط زائد ليثبت قدرته وأحقيته بالعمل لأنه كان أمينا فظل يعمل لأكثر من خمس سنوات فاشترى قطعة ليني له بيتا وقد تحقق له ذلك ثم كان حلمه في تكوين أسرة فرزقه الله ببنت حلال بعد فحص وتميحص من أخواته البنت وقد تم تشطيب المنزل وشقة العروس على احدث مايكون وقتها ثم عاد إلى الوطن مشتاقا لأهل
قريته ويرى بيته لأول مرة ليبتسم لهذا الحصاد الذي تعب من أجله كثيرا
وفعلا إلى بيت خطيبته التى يراها لأول مرة فيتم القبول والرضا من عندالله ويتم التجهيز للفرح والعروس
فيتجوز خالد ويعيش أجازته في عسل أيام لتنقضي أجازته سريعا كالحلم ثم يسافر مرة أخرى وقد زاد حمله بالأيام ولكن بعد فترة قتله الحنين ليعود لحضن الوطن وقد أخذ قرارا ألا يعود للغربة مرة ثانية وإنه سيعمل ويؤسس مشروعا تجاريا كما أسس أسرة فلقد رزقه الله بالأولاد من أجل إستمرار دورة الحياة بالكون ولكن دائما تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فلقد ساءت الظروف الإقتصادية وزاد حجم التضخم الإقتصادي وأصبح البحر لاتتجدد أمواجه بحركة الإقتصاد بل حدث ركود بالسوق جعله يتراجع عن أمانيه ولكن كانت الضغوط اليومية كبيرة وشديدة
فتوقف العقل عن التفكير وتوقف كل شيئ بعينيه إلا عجلة التي أصبحت تفرم مدخراته وهو يجد في الشعر متنفسا صحيا وشريان جديدة للحياة فتمسك بهذا الشريان وبرع فيه وذاع صيته أكثر وصار صاحب ديوان بحثا له عن أمل يبثه بقلوب الناس حتى صار مزراعا ليتغلب على أمواج وتقلبات وأعاصير الأسعار اليومية التي قد توقفك أمامها كرب أسرة عاجزا ولكن خالد يسعى بكل درب لتوفير حياة رغدة ومازال البحث مستمر عن بدائل لإيجاد أسلوب جيد للحياة الحلوة والكريمة لأسرته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق