الخميس، 7 أبريل 2022

حكاية صائم 6 .....بقلم الشاعر إبراهيم شبل

 حكاية صائم 6

مصطبة عمي حسن

الحارة والشارع في بلدنا كانت  ترأسه المصطبة وكانت جلسة المصطبة مقدسة ويحكمه قانون المبادئ والأخلاق والعرف

المأخوذ من الدين فغض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هكذا دستور المصطبة والتي كان يرأسه عمي حسن وهو رجل ذو خبرة وحكيم. يستطيع حل المنازعات وكلمته سائرة على الجميع بالحق والعدل فكان قاضي المصطبة وصاحب مرؤة و يغار على المارة ويخاف عليهم من الأذى فكان دائما يحكى لنا ونحن أطفال قصص وحواديت تحثنا على إحترام الكبير والعطف على الصغير والتواضع وحب الآخر ودائما يحكي لنا بعض من القصص الديني وعندما يأتي وقت اللعب يكون الكبار أكثر طفولة من الأطفال وخصوصا وهم يلعبون السيجا الكبيرة أم أربعة وعشرون طوبة يسمونه (كلب) ويجتمع الجمهور يحفز اللاعبين وكأنها مباراة كرة قدم وأيضا حديث الأفشات والنكات التى تساعد في الترفيه من الأعباء اليومية ولكن دائما مايكون لهذه الخبرات دور في الأجابة على أسئلة صغار الفلاحين وقد تمتد جلسة المصطبة من بعد صلاة العصر لحين أذان المغرب وتكون المصطبة في هذا الوقت مؤسسة تربوية وتعليمية وإجتماعية وقد تمتد جلسة المصطبة إلى سهرة بعد صلاة العشاء بليلة تشبه حفلة السمر هكذا كانت مصطبة عمي حسن قديما اما الآن فقد مات عمي حسن وتغيرت المصطبة من حيث المضمون والشكل ونوعية الجالسين وايضا من ممارسات تنافي الأداب والأخلاق العامة وكنا قديما نتباهى بمصطبة بيت عمي حسن وبمن يجلسون  عليها والحفاوة والكرم من صاحب المصطبة عمي حسن وكانوا الناس يطلقون عليه لقب أبن البلاد

أما الآن فالكل لايهتم وليس حريصا على المصطبة فنرى الكثيرون يهدمون المصطبة بسبب تغير الأنماط الإجتماعية وإنتشر فيروسات تسئ لذوق العامة جعلت من المصطبة مكان غير مستحب للمارة لقد فقدت المصطبة كثيرا من قيم ومبادئ الأخلاق وندعو الله أن يحمي المجتمع من تلك الفيروسات والآفات الضارة لتعود مصطبة عمي حسن بشرط أن.تعود محاسن عمي حسن فينا كما كانت قديما. 

الكاتب/إبراهيم شبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق