حكاية صائم ٢٦
من يدفع الثمن؟
قد كان أمل كل أم أن تجني ثمار زهرتها التي أفنت عمرا في رعايتها وكانت ترى في حلمها كيف يكون عروس زهرتها وكل يوم يزداد حلمها مشهدا جميلا بالحلم فيزداد التفاؤل بهذا اليوم فتتمنى له المجئ بأسرع
من خطوات البراق نحو تحقيق هذا الحلم فيدق الزمن مبتسما بعريس
يطلب يد الزهرة ورغم إنها في الجامعة ولم تستكمل تعليمها فدخل العريس يغدق الأحلام بالأماني بمستقبل كله من ألف ليلة وليلة فتسعد الأم بهذا العريس التي من أجله تنازلت كثيرا لكي تتم تحقيق
حلمها أن ترى زهرتها عروسة كالنجمة
بين كواكب السماء وقد بالفعل تم العروس وبسرعة أنجبت الزهرة في بستانها الجديد برعم جديد كي يكبر وينمو بين أحضان بستاني لم يراعي ذمة ولاضمير في رعاية الزهرة الأم وبرعمها الأول ولكن تشاء الأقدار أن تنجب برعمها الثاني ويسوء البستاني فيجف الأخضر ويجدب البستان وتسوء الأحوال وتهب العواصف الرعدية ببستان زهرة فتخرج منها
منكسرة بائسة لتعود إلى أحضان أمها وقد تحطم مستقبل إبنتها بحلم خادع فتحملت الأم زهرتها وبراعمها
وقد تهرب البستاني من مسؤليته
ليدفع الأطفال مرارة الإنفصال والأم مرارة حلمها الباكي
ولكن بالنهاية قد يدفع المجتمع ثمن
احلام كاذبة بعيون الأمهات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق