الخميس، 3 مارس 2022

الانطفاء ....بقلم الشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد 

 شاعر الفردوس يكتب : 

        ( الانطفاء )

.................................

        ( الانطِفاء )    

ما أشبهَ الأمس بالبَارحَة

 كذبَ من قالَ بالجَارحَة

إن المغناطيسَ لا يجذِبُ المجَال 

إن الكلامَ لا يتشقشقُ في المقَال 

 أن رائحةَ التفاحِ ستموتُ 

   في فلسطين مع البتلات

 ويدفنُ لسَانُ حالي في الرمَال 

 بين الهضابِ والجبالِ والتلال

 أو تأكلني الضباعُ والذئابُ والكلاب 

 وتتخطفني الصقورُ والنسورُ والعُقاب  

  المخالبُ الجَارحَةُ في ثنايا الفؤاد

  لا تطفِئُ بداخلي تراكماتِ السؤالَ

 عن الجَانحَةِ السَّارحَةِ وكسرِ العتاد

 سأقولُ في التحقيق 

عن النشرةِ الشارحةِ لجتةِ التجريح

 وللجهات المانحَةِ للذلِّ والعِقاب

 لا مُحالَ مع أعاظم الرجال

 في النازحةِ التارحَةِ

 لا فحول ولا أفول ولا ارتحال

 أكشفُ الضعفَ والهَوانَ والعَوار

أبينُ الكذبَ والصدقَ والتلفِيق

      والتنميقُ والبوار

  سأخبرُ عمَّن جعلَ الغِربال 

 لا ينخُلُ الأمورَ فيزهرُ النوار

 والمُنْخُلُ والمنخولُ 

في التراب أسافلِ اليباب

 مشدوخٌ ومشروخٌ ولا ثوُّار

والمُنْخَلُّ يقرعُ شراعاتِ الأبواب 

 يخوُّفُ الأيتَامَ بالنائحَةِ والفجَّار

والمُنحَلُّ يترعُ في الخمرِ مع الزوَّار

 ويتلاعبُ بالجمرِ والنار

 في الأمرِ المشروعِ يحرقُ بامتياز

 والخلِيعُ والرقِيعُ والوضِيعُ

 يرقصونَ على البار 

 ويفتونَ أمامَ كلَّ الناس

 في المرآةِ والتلفازِ والمرنَام

 وعلى شاشاتِ الڤار

 في أطرافِ الليلِ وأوجِ النهَار

 سأعلنُ عمًَن سدَّ الثقوبَ

 والشقوقَ والخرُوم وشقَّ الجيوب

 وبعثرَ التراتيل والآيات بالآهات ؟

 من جعلَ الديوانَ ممزقًا ومطمورًا

 في براثنِ الكُرومِ بالهمهمات

 وأشعلَ بلا دليلٍ في الفُرَجِ الثقَاب

  أحرقَ الفتحاتِ وأوقدَ الخُروق

 وشدَّ بالزيفِ والحيفِ والكيفِ

 والمروقِ واللظى 

على عصارةِ البطنِ دبابيسَ النطاقِ

  والحِزَامِ والحِرام والشظى

  وخاط المروطَ والثيابَ 

 بلا غِمدٍ وما فيها جِرابٌ أو نِجاد

 أو لمعةٌ من سيفِ الإعلانات

أو دمعةُ من رائحةِ التنازلات؟ 

           ................ 

                قالت : 

(حاولْ ألا تُفلتَ تلكَ الظلال )

 من بستانِ يديك الصغار

 ولا تنفكَ عن الحِصَار 

 وتجنب البهتانَ والالتفافَ والعَار

 اقتلْ بياضَ الأرنبِ الساكنِ 

 فيكَ بنورِ المنَار والخَضار

 اركضْ ثورَ المهرجان

 بقدميكَ وواصلِ المسِيرَ للزفاف

أعلِنْ عن طوقِ النجاةِ للمسَار

 فلا فروق ولا بروق إلا بالتواءات

 يا أيها العربيُّ الأبيُّ المسكِينُ

 المستعارُ القابعُ في جحورٍ الذاتِ 

 والمستكِينُ والمستَثار

 لا خنوع ولا خضوع ولا شَنار

 الظلالُ سيدتي هلاكٌ هناك 

 مرصودةٌ في الصرحِ الممردِ

  المستنارِ بالجمالِ والجلال

 من زمردٍ وقوارير اللقاء واللقاء

  اسألي عنه سليمانَ وبلقيس 

 بالتقى والبقاء والنقاء

 فلا تحسبيه لجَّةً وإبحارًا مع التيار

 وتكشفي عن ساقيكِ للريحِ العقيم

 العرشُ ملبًَدٌ بالقنابل

 التي رافقت معصميكِ حتى النهاية 

  مزخرفٌ صولجانُه كرسائلي للنهر

  بالأحمر الدموي موقعةٌ ومكتوبة

  وبالأصفر العنبي مُصاغةٌ كالسنابل

  في البرايا ومنقوشةٌ بالأظافر

 ومنحوتة على خربشات الزناد

وفوهة البندقية والجراح

  ومنحوتةٌ في القلبِ كالحكايا

  التي طالعتكِ وناوشتكِ من البداية 

  كسباطةِ التمرِ وعُنقودِ العنب

 المصفى حتى ذروة المصير 

  في مواجهةِ الإعصارِ القشيب

  بلا تهجيرٍ أو ذَنْبٍ من خصام

  أو تعاطٍ للحروفِ أو منعِ اتجار

   ما زلتُ أشمُّ رائحةَ الموتِ الخطير 

  كإدمانِ فطيرِ أمي المحشوِ بالسمنِ

   والجُبنِ والشهدِ والعسلِ

   كقناديلِ عروسِ فلسطين

   ما زلتِ كالعروبةِ تقولين

  وتتمشين بقلمِكِ بين الحارات :

  ذرفتُ معكَ آخرَ مراجعاتِ الأمسِ 

  هنتُ وأنتَ مطرودٌ في الحبس 

  وبعيدٌ بالهمسِ عن لمسِ المقدسات

  تقولين : دمعةُ الغدرِ والتخلفِ   

 والخيانةِ والندامة 

  فوتٌ وموتٌ وقتلٌ للإمانة

  ما لها علاقة وما أعادت سلافة

 سخيَّةٌ الجود بالأثم والألم

 سخِينةُ المواجِعِ والمنازلِ والمطالع

 تقودين كالشمسِ الموانعَ والدوافع

 تسحرني إليكِ وتجادلُ بالباطِل

  قوةُ البوارجِ والمدافع

  والخوافي قوة للقوادم

  تسحبني الطائراتُ والمقاتلاتُ

   والمجنزراتُ والدباباتُ والروافع

    تسخرني للمكوث بين يديك

   وأنا حتى الحين أسائلك

   هل جاء الموتُ إلى رحابك ؟

    ألا تدرينَ إنها الشهادةُ والبطاقة

   ولا فرقَ بين التعاسةِ والقيادة

    ولو جِئنا بألفِ باقَةٍ وباقة

   لا فرقَ بين الهمومِ والسعَادة

   والغمومِ والريادة

   وبين رُمَّانِ عدلِ ميزاني وميزانك 

  وزمان جبرِ مكانِ إيمانكِ وإيماني

  حينما تقولينَ كم أحبكم يا رفاق

  فاكتبوا واكشفوا النقاب

  عن النطاقِ وخطوات العداء

وحيزنة نتلاشى ولا يُعرفُ منا 

أين استخفى العبيدُ والسادةُ

 في الزقاق؟ 

  ينخلعُ ميزابي ليسَاندُ ميزابك 

 ويجفُّ ضرعكِ وزادي

  وأعلنُ عن قتلِي وشرائك

 وكسرِ مقلاعيك وشراعي

 وبيعي بالمزادِ في سوقِ نخاسة. 

.............................................. 

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس -  القاهرة - مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق