إلى ولدي
أيا ابني سوف أهديكَ رحيق العمر ريحانَا
وصايا من دمي قُدّتْ بها تُبْقيكَ انسانَا
فاُولى طاعةٌ فيها مِن الرّحمان غفرانَا
و هَدْيُ المصطفى زادٌ يزيد المرء احسانَا
هو النّور الذي يُضْفي بقلب العبد إيمانَا
و كم عاصٍ دعى الله كثير الذّنب ألوانَا
بصدقٍ ناجى مولاه إلاهي ضِقْتُ طغيانَا
فهل لي توبة فيها رضا الرّحمان يغشانَا
فلم يقنط ولم ييأس لروح الله ضمآنَا
فكان الله غفّارا و توّابا و رحمانَا
و ثانيها إلى العلم فإنّ الله أوصانَا
ألا فاقرأ أيا عبدي إذا ما رُمْتَ تِبْيانَا
خَلفْتَ الأرض بالعقل و فيها كنتَ سلطانا
فلا تُفسدْ ولا تُهلكْ ولا يغويكَ شيطانَا
عناءُ الدّرس محدودٌ وعبء الجهل أفنانَا
فَكُنْ عبدا لمن أهدا ك تاج العلم مُزْدانَا
فلا تغضب و إنْ جار يفيض الكأس أحيانَا
يَسُوسُ النّاسَ مَنْ كانوا ذووا الألباب فُرسانَا
نجوم تقهر الجهل و تَهدي الدّرب عميانَا
فيبنوا مجد أجيال و تاريخا و أوطانَا
يظلّ العلم نبراسا و أهل العلم إخوانَا
و تاليها فأخلاقٌ لِطِيبِ الرّوح بستانَا
فإن أخطأتَ لا تكذب ولو أرْدُوكَ جثمانَا
ولا تحسد ولا تحقد و كن للعهد صوّانَا
ولا تغدر بمن كانوا لكم في الدّرب أعوانَا
وإن حُكِّمتَ فلتحكم بشرع الله مولانا
فعدل الله في الخلق فلن تحتاج ميزانَا
وإن أفصحتَ قل حسنا وإلّا بتَّ ندمانَا
و أوجز ما به القصدُ. يُعدُّ اللّغو نقصانَا
وكن للنّاس مِضيافا وكن للجود عنوانَا
فما أنفقتَ مخلوف وبيتُ الخير ملآنَا
أبيتُ الجُود كالجُحدِ و ربِّ العرش شتّانَا
وحقَّ الأهل لا تُهمل بما أُكْرِمْتَ عِرفانَا
تذكّر روعة العيش ببيتٍ كان مأوانَا
رحيق الحُبِّ يسقينا. و يحمينا و يرعانا
فكن درعا لأهليك وكن صبرا و سلوانَا
إلاهي زده بالعلم و بالأخلاق إيمانا
فيرجو ما به الخير لدُنيانا و أُخرانَا
(بحر الهزج)
بقلمي حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق