صـــراخ عـــالٍ
---------------------------
أكاد أصرخ بأعلى صوتي:
لماذا فعلت كل هذا بي؟
أحبّك وابحث في تفاصيلك المبهمة
عن شيء فيك
تخفى بصدفة الاقدار فيّ
لما ذا غابت شموسك بسرعة؟
لما ذا آويتني في قلبك،
ثم نسيتني هناك،
ثم محوتني؟
ألم يكن من الافضل أن تضعني بالقرب منك،
تحضنني في وقت الخوف!
تمر بيدك على رأسي،
كما يفعل الكبار بالصغار
تغني لي اجل اناشيدك،
كما فعلت مع الطيبين
لم يكونوا أحزن مني!
لم تكن جروحهم مفتوحة أكثر من جروحي!
ولأنك انطفأت بين يديّ
الشمس تغيب ايضا
لا شيء في قلبي إلاّ لك
حبيبا وعشيقا وأبا وروحا وقدسا
كان يمكن أن تخبرني
قبل أن تحمل حقائبك وتعود
لِأرضك الاولى
كنت استسلمت لعينيك
ويديك ونداءات العودة معك
ربما كنت منعتك
ورجوتك أن تبقى فقط
لنرى مع بعض شروق الشمس وغيابها
أعرف الرغبة في العودة
مثل الطوفان
لا قوة في الدنيا تمنعها
لكن لو انتظرتني
على الاقل ضممتك في صدري
وقبلتك
ونسيت للحظة إنك
إلهي ووالدي
لا اتذكر سوى إنك حبيبي
أشم رائحتك، عطرك،
عرقك الزكي
ألمس وجهك
أرى في عينيك البحر
قبل أن يغيب فيك
وتغيب فيه
وأوصيك كما توصي أيّة أم طيبة،
ابنها الوحيد
أو عاشقة مهبولة حبيبها القاتل
: احذر،
احذر كثيرا حبيبي،
يمكن أن يكون تنسيك الاقربون
المدة حينما تبتعد عنها كثيرا
تنكرنا ربما
تعادينا قبل أن
تضرب صفحا عنا وتنسينا
**********
د.المفرجي الحسيني
صراخ عالٍ
العراق/بغداد
5/3/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق