الثلاثاء، 4 يناير 2022

أتيت من البلاغة بالبيان .....بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 أَتيْتُ منَ البَلاغَةِ بالبَيانِ

دعيني في عيونك أستريحُ***فأنــــــــت النّور والأمل المريحُ

رأيت بك الوجود على ضفاف***من الأشعار أبدعها الفصـــيحُ

ومنك النّور أشرق في كياني***وتحت الرّغوة اللّبن الصّــريحُ

كأنّ تعلّمي اخترق انحطاطي***فزال الجــــهل وانهزم القبـــيحُ

وإنّ الجدّ بالأذهان ينــــــمو***وعجز المرء يعـــقبه الطّــــليحُ

////

إذا شئنا الصّعود إلى الجبالِ***علــــــينا بالكفاح وبالنّـــــضالِ

علينا أن نعلّم ما استطـــــعنا***لأنّ العلم مفـــــــــخرةُ الرّجال

فكم من أمّة بالعـــــلم قامت***فأحــــــيتْ بالثّقافة كـــــلّ بالي

وكم من أمّة كانت فأمستْ***رمــادا تحت خاصـــــرةِ اللّيالي

ومن رضي المهانة عاش قرداً***يقلّدُ ما يراهُ من الخــــصال

////

أتيتُ من البلاغة بالبــــــيان***لأرسم ما يفـــــــوح به لساني

وكنت ألاحق الأيّام جرْياً***أفتّشُ في الزّمان عن المــــــــكان

ولم أعثر على التّرياق إلاّ***بعــــــــيد الفــــجر في برّ الأمان

وكان اللّيل للشّعراء مثلي***حصانا في ملاحقــــــــة البــــيان

رأى مرّ السّنين أخذن منّي***شبابا في الرّبيــــــع من الزّمان

////

أرى لغتي تُبادلني الوئاما***كأنّ بيانها أضـــــــــــــحى إماما

تغازلني بأحرفها انشراحاً***وتمنــــــــــــحُني المودّة والوئاما

وجدت بها التّعلّم ليس صعباً***إذا الإعراب بيّنها انســــجاما

وكنت أحاولُ استظهار نظم***تراه قريحتي شعــــــراً وساما

وما التّحصيلُ إلاّ بذلُ جُهدٍ***بمـــــعرفة تكــــــــونُ لنا لجاما

////

علينا أن نثور على الغباء***ببحــــــــث في العلوم عن الدّواء

فعرقلة التّعلّم في بلادي***سترمي بالعـــــــــــقول إلى الهُراء

وعندئذ سنحصدُ ما زرعنا***وحصدُ الزرع يحْرُمُ في الشّتاء

وإنّ الجدّ في التّدريس فرضٌ***لترقية التّعـــــــــــــلّم بالذّكاء

وأمّا إن تركنا الجدّ عــــمداً***سنبقى كالبهــــــائم في الوراء

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق