زمان الراقصات
...................
من يحتمي في خيرهِ خيراً يَرَهْ
أو يرتمي في شرِّهِ شَرَّاً يَرَه
يا أخوتي الشعراء إنَّ حروفنا
وُجِدَتْ لِتَنتَقِدَ الأمورَ المُنكَرهْ
هذا زمان الراقصاتِ .. فَمومِسٍ
تَهِبُ الغبيَّ الغرِّ لَقبَ الدكتَرَهْ
إن شَمَّرَت عن ساقِها لهنيهةٍ
تعلو على صوتِ الخطيبِ ومنبرَهْ
أو أشهرت سيفَ الغوايةِ لحظةً
قتلت بهِ (عمرو بن وِدِّ) وَ(عنترَه)
فالجنسُ عندَ الغربِ محضُ وسيلةٍ
يصلون فيهِ لغايةٍ مُتَحَضِرَّه
لكنه عند العروبةِ غايةٌ
نَفديهِ بالأمجاد كي لا نخسرَه
هيَ أُمَّةٌ عَربيَّةٌ مِسكينةٌ
أحلامُها دونَ الورى مُتَأخِرَه
فارجع الى التاريخِ وا قرأ جيَّداً
تَجِد الجواري في القصورِ مسيطره
وَترى الخليفةَ كاشِفاً عَن عورةٍ
عَجفاءَ مِن شُربِ الكؤوسِ المُسكِره
وَيُوَظِّفُ الخصيانِ ضمنَ حَرَملكٍ
نِهِمٍ بِآلاف الجواري المسفره
فِبِأيِّ حَقٍّ أنتَ صِرتَ خليفةً
وَبِأيِّ حَقٍّ بِعتَ حَتَّى المقبره
وَبأيِّ ذنبٍ قد وأدتَ عُروبتي
أوَما خشيتَ اللهَ فوقَ القنطره
يَهِبُ التخومَ لمن يشاءُ بِذِلَّةٍ
مَن يَعطِ ما لم يمتلك ...ما أحقره
حتى إذا هَجَمَ المغولُ ولم يجد
إلَّا جواريه الحسان مُعَفّره
بغدادُ تكفيني!! يصيحُ كأنَّهُ
حَمَلٌ وديعٌ بينَ فَكَّي قَسوَره
.........
فاختر حروفكَ يا أخي بدرايةٍ
واقلل كلامكَ في زمان الثرثره
توبوا إلى الرحمانِ قبلَ فنائكم
لا تُقبلُ التوباتِ عندَ القَرقَره
ما كنتُ أعفو والسلاسلُ في يدي
أبَداً...لأنَّ العفوَ عندَ المقدِرَه
فَتَفاهةُ الحُكَّامِ تَبقى وَصمَةً
بجبيننا كالوحمةِ المُستَنفِرَه
.......................
ابو مظفر العموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق