( مقايضة )
_________________________________________
تعرفتُ عليه في جامعة بيروت العربية، وكانت معرفة سطحية.
في إحدى المعارض التي نظمتها الجامعة، والتي شارك هو فيها، وجدته يقف بجانب لوحة، وهي صورة لفتاة، وقد نالت
اللوحة إعجاب الرواد جميعًا، فجأة دخلت صبية بملابس أنيقة، لفتت الانتباه، تذكرت أنني رأيتها سابقًا، لكن بالحال تذكرت، انها ما هي الا صاحبة الصورة.
سلمت بحرارة على صديقي الرسام، وانتقلت عيونها وهي تلمع وتدمع من السعادة وهي ترى صورتها بريشة الشاب.
تركتهم لأني على يقين بأن وجودي بينهم لا طائل منه.
بعد فترة أخبرني هذا الفنان، أنه والصبية يعيشان حالة حب
هي سورية من مدينة حمص، تأتي بفترة الصيف لتقديم امتحاناتها، حيث تدرس بنظام الإنتساب،و تحدث بحرقة ومرارة، أنه سيتخرج هذا العام، ولن يراها بعد ذلك، حيث هو سيعود عند اهله بالاردن، وهي عند أهلها، في سورية، والكل سيمشي في طريقه،وبلا رجعة.
قال لي:_يا نظير.. ما الحل؟
قلت:_لا يوجد حلول.. غير الزواج، أو تتجرع يا مسكين ألم الحرمان، او تصاب بالزهايمر!
قال:_بالطبع امنيتي الزواج منها، لكن كيف أقنع والدي، وأنا لم أكوّن نفسي بعد؟
كيف أقنع اهلي..؟ ساعدني..
قلت:_
أنت فنان ورسام، لكن ماهي هوايتها؟
قال بغضب:_ما دخل هوايتها يا فهيم؟
على كل.. عشان ترتاح، هي ماهرة جدا في طبخ الطعام الشامي اللذيذ، وحلمها ان تتعلم فنون الطبخ في أحد أكاديميات فنون الطبخ.
قلت:_
تمام، إخبر والدك ان عندك فقرًا بالدم، وانك تعرفت على طباخة ماهرة، وتريد أن تتزوجها.
قال بتأفف:_ما أخف دمك!
رحت كتبتُ على لسانه هذه الرسالة ...
__
بعثتُ لوالدي وانا ادرس دراستي الجامعية في بيروت، أشكو أمري، حيث إشتقت لطبيخ أمي، حيث إشتقت لأكلاتها من..
التبولة والمقروطة والبسبوسة..
والكسكي والهريسة..
والكشري والنرفيسة..
والطاجن والمنسف والمقلوبة والكبسة.
وجدتُ يا والدي الحبيب، من يعوضني، طعام أمي.
تعرفت على صبية، تجيد طبخ بلاد الشام بشكل عام، وطبيخ اهل فلسطين بصورة خاصة، وركز يا والدي على المسخن،إنها ملكة بهذا!
هي الوحيدة التي تقوم مقام امي في هذا المجال.
آه ما ألذ طعامها، ارجو ان توافق على ان اتزوجها.
قال أبي:_اترك موضوع الطعام، صف لي الصبية؟
قلت:_حاضر سأصفها...
إنها ألف باء الإباء...
معطاء... عيطاء...
فصحاء... ملحاء...
عزباء...... عفراء..
لعساء..... ميساء..
جيداء.... ذلفاء..
سمحاء... شقحاء..
فلحاء..... فطحاء..
عند الصداقة...........
تجدها من الحرصاء....
ليس عندها صفاقة...
بل دلالًا وبهاء.............
عندها طاقة.............
مثل النور بالظلماء.....
وعندها بالكلام طلاقة.
مثل شلالات ماء.......
وجهها به إشراقة...
كأنه باقة من الزهور في بطحاء..
من رآه راقه.........
كالقمر في الصحراء..
يا والدي.. إنها....
عبقة.......
شماء...... عيناء.....
بها رقة...
شيماء.....
لبقة...
كلها ذكاء.....
حصيفة...
من الحصفاء...
فصيحة...
بلغاء...
مليحة...
حوباء....
نفيحة..
طيب فيحاء....
رويحة..
شقراء بيضاء....
سميحة..
ليست بزباء، ولا زغباء...
هي وسط.. لا نحفاء........
ولا حوثاء........
الرقبة جيداء...................
والخدود حمراء...............
والعيون كحلاء...............
والشفاه لمياء..................
حَصان...
ناصعة الجبين بلجاء....
كلها حنان..
جاذبة الثغر شنباء........}
قال ابي:_
كفى يا مجنون.. مهما وصفت وقلت، لن تجد مثل أمك على مدار التاريخ..
لن تجد صفات أمك، حتى وأنت تشيخ.!
حتى لو ذهبت الى بلاد السيخ..
او بلاد واق الواق، او الى القمر والمريخ..
بلا معلمة طبيخ.. بلا بطيخ..
لا تدعني أصب عليك جام غضبي من التوبيخ!
سارسل لك امك فورا على جناح الريح.
لكي تستريح.
لكن يا ولدي فاتك...
ان هناك شيئاً اسمه (مقايضة) ارسل بدلا من امك فتاتك..
طاخ.... طيخ..
_
هلوسات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق