الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

للرجولة عنوان ....بقلم الأديبة ميادة كيلاني

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....

للرجوله عنوان اسمه شهيد بطل 


عدت اليوم بقصه تختلف عن سابقاتها تحكي عن وجع سنين ،تحاكي واقع مرير من عمر الزمن ،تروي لنا اوجاع شعب عمره  ما انذل أو انحنى لعدو او اخ أو صديق ،شعب منذ الأزل شامخ وصامد إنه الشعب الفلسطيني الذي علمنا معنى الرجوله فكل يوم نتعلم منه درس وعبر......

اليوم قصتنا تحكي عن الأسير الشهيد سامي العمور الذي ولد  بتاريخ 25 ...9...1982 بمدينة غزه ( دير البلح) .ترعرع سامي بين اخوه وام وأب اسره تحب فلسطين حتى النخاع مؤمنه بقضيتها، تعلم بمدارس غزه حتى كبر واشتد عوده ،سامي منذ الصغر عرف بمقاومته للعدو واعتقل عدت مرات .فهو الشاب اليافع المحبوب من الأهل والأصدقاء، الشاب المرضي عنه من الام والاب، ولقد أنهى الثانويه العامه ونجح واكمل تعليمه بجامعة القدس المفتوحه الأجتماعيه وحصل على الماجستير رغم القيد والأسر وحفظ نصف كتاب الله وفي يوم من الأيام قامت وحده من جيش العدو باجتياح غزه  بعملية كموندس وتم اختطاف سامي وأخوه بتاريخ1...4....2008 وقد سقط وقتها شهداء . ووضع قيد التحقيق الشديد،تعرض لتعذيب قاسي واتهم بقتل جندي من العدو .اصبح ينقل من السجن للتحقيق للمحاكمه حتى أخيرا حكم عليه حكم عليه 25سنه وبعد الإستئناف خفف لل19سنه ،اخو سامي اكمل مدته بالاسر وتحرر اما سامي الذي كان يحب غاده حب الجنون والذي كان مرتبط بها بخطوبة ،فقد وعدته أنها ستنتظره رغم الأسر ومهما طالت السنين.برغم الأسر والبعد كان العاشقنان  يتواصلان عن طريق الهاتف الذي أدخل خلسه للسجن فكان عزاؤهم الوحيد إلاستمرار والصمود،حاول أهل غاده جاهدين إقناعها بفسخ الخطوبه وبدأ حياة جديده الا أنها رفضت بشده كيف تبتدي حياتها مع إنسان آخر وروحها مع سامي .كانت غاده بالنسبه لسامي الدواء والصبر والصمود وهو خلف القضبان فقد كان ممنوع على اهل غزه ان يزوروا أبناؤهم بالاسر.مرت السنين ببطئ شديد كأنها دهر مر على اعتقاله والحكم عليه 14سنه ولم يتبقى الا خمس سنوات هانت يا سامي ويا غاده أصبح اللقاء قريبا.لم تكن غاده او سامي يعرفون ما خبأ لهم القدر ،بتاريخ18....11....2021بعد إجراء عمليه لسامي والتي يدور حولها عدة إستفهامات،تم إعادته الى السجن الذي كان يتواجد فيه  سجن عسقلان .بعد ذالك تعرض لوعكه صحيه شديده،على أثرها تم نقله الى إجراء فحوصات وقد تم نقله من عسقلان الى النقب في سيارة البوسطه التي يقودها النحشون وما ادراكم ما هي البوسطه صندوق من الصفيح حار صيفا بارد شتاءا وهو مكبل الايدي والأرجل فلم يعلم اهله بمرضه الا قبل شهرين من إستشهاده، فهم لا يعرفون لأنه لم يشكي من اي مرض ، وعادت به قوات الاحتلال مع باقي الأسرى الى سجن هوليكدرا وكان في هذه الاثناء قد تعب تعبا شديد بحكم ان سامي خضع إلى عمليه  .أثناء نزوله من البوسطه ودخوله الزنزانه مع باقي الاسرى زادت حالته سوءا فبدأ الاسرى في المناداه والصراخ من اجل إسعافه بدأ جسمه بالتعرق والإرتخاء دون أن يكون هناك إستجابه من شرطي او ضابط استمرت المناده من الساعه 4حتى ال6 حتى جاء ضابط السجن يدعى دياب فرد على الأسرى قال لهم...انه مش مستعد اطلب الدكتور ييجي ويعالج الاسير المريض القسم الي وضع الاسير من عنده خليه هو يعالجه وتركهم وذهب يعني يالي جابوا هو يعالجوه .....بقي الاسرى على الصراخ والنداء لكن دون جدوى باختصار تعمد الصهاينة القتله  والمجرمين قتله بدم بارد، 

هكذا هم فاين حقوق الاسرى...

عند الساعه9جاءت شرطيه ص....ه....يو....نيه.....وقالت بكل وقاحه وحقد ...خليه يموت...وإذا باحد الرفاق واسمه جميل لانه يعرف اللغه العبريه رد عليها بغضب ورغم ذلك لم تستجب إدارة السجن الملعون للمناداة حتى الساعه 10ليلا جاء الضابط مره أخرى ومعه قوه من الشرطه دخلوا بصورة عنيفه وأخرجوا سامي العمور ونقلوه الى المستشفى ولكن عند وصوله للمستشفى بالبوسطه ايضا  بقي على باب المستشفى 14ساعه ينتظر دوره قال لهم الدكتور المسؤول لقد أتيتم به متأخرين، فقدم له العلاج حتى الساعه 1والنصف بعد منصف الليل لم يستجب سامي للعلاج وآثر الرحيل عن هذا العالم المنافق الكذاب الظالم.قتلوه بدم بارد ومضوا يقولون ويبررون، لقد قتلوه وسرقوا حلمه وحلم غاده .لا تخبروني عن قصص العشاق بالكتب القديمه وحكايات الف ليله وليله فعندنا بالاسر الف حكايه وحكايه عندنا عاشقين بزمن قل فيه الحب والوفاء ان حدثتوني عن عنتر وعبله ساحدثكم عن غاده وسامي.عند الفجر أستيقظت غاده على امل انو سامي قد شفي فكان الخبر الصاعق ان سامي قد أستشهد  لم تستوعب الامر لا هي ولا أمه ،إتصلت لتخبرها فإذا بها تقول لها يا بنتي شو طالع بالإيد وما عرفت غاده ماذا حصل بعدها .غاده التي عندما خبروها بمرضه قامت توضأت وصلت وناجة ربها من اجل شفاؤه لكن إرادت الله له الشهاده.سرق حلمك غاده 14سنه من الإنتظار ضاع هباءا منثورا كيف لنا وعدونا غاصب لا يرحم سرقوا أحلامنا بعز الحلم دخلوا وأفسدوا الحلم....غاده ستكمل الإنتظار ستبقى على العهد ستنتظر حتى الرحيل من  الدنيا التي لم تجمعها بروحها فربما السماء تكون رحيمه عليهم وتجمعهم .طوال 14عاما حرمة من رؤيته واليوم سيكمل مدة محكوميته بالثلاجات وما أكثر شهداء الثلاجات.اليوم نضحك وهنالك من يبكي بدل الدموع دم أنها ام سامي وغاده سلبت البسمه منهم كانت تحدثني والدموع بصوتها وأمه عندما هاتفتها كانت صلبه رغم الوجع هكذا هم خنساوات فلسطين معلمات الأجيال فاعراسهم تأجل للجنان رحم الله سامي وصبر قلب غاده وأمه وفرج الله عن جثمانه كي يحتضنه ترابك فلسطين......

الى اللقاء بقصه أخرى من قصص الشهداء والأسرى.......

بقلم سفيرة الاسرى والشهداء .


 مياده كيلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق