الأحد، 21 نوفمبر 2021

صوت الرعد ....بقلم الأديب محمد عيسى

 (صوت الرعد )

جمع شعراء المملكة....جلس علي كرسي العرش....


قال : ما علمت لكم شاعر غيري....من منكم يأتي بالحرف سحر مثلي....هل من بينكم من يعلن التحدي!!


خروا ركعا قالوا : ما علمنا إلا أك ملكا شاعرا....وما تجرأ شاعرا من قبل لجلالتكم متحديا....


" خر الجمع إلا هي لم تنحني ، نظر إليها الملك غضبانا تعتليه الدهشه"


قالت : ما أراك إلا متكبرا إستخف قومه فأطاعوه....أيها المغرور إما أن تلقي وإما أكون أول من ألقي!!!...


" نزل من علي كرسيه ،ترتسم علي وجهه علامات الغضب، إقترب منها ، وقف أمامها"


قال : ما جزاء من خسر؟


قالت : جزاؤه أن ينحني أمام الشعراء راكعا...


" ضحك الملك حتي بانت نواجزه ، نظر للشعراء "


قال : إن فتاتكم تثير شفقتي....أمهلتكم بعض الوقت...كونوا لها ناصحين...وإلا....فالخاسر ليس جزاؤه كما قالت ...إنما جزاؤه حكمي وما أقضي به....وإنكم لشاهدين...


" إلتف حولها الشعراء"


قالوا : يابنت عشيرتنا ....لا طاقة لكِ به....إنكِ حديثة العهد بالشعر.....وإنه له مكين ...وإنا لك ناصحون ...


قالت : ما قطعت يوما عهدا نقضته...وما أعلنت يوما تحديا خسرته.....فأشهدوا نصري المبين...


" فلما أنتهي وقت النصح ، ورأي منها الملك إصرارا حتي الموت" 


قال الملك : أيها الحارس إفتح أبواب القصر علي مصراعيها....


" ثم نظر إلي الفتاة "


قال : أيتها الشاعرة سأكون أول من ألقي....فأشهدي ما هو آت...


" فلما ألقي الملك كلماته ، دوى صوت الرعد ،يسبقه البرق ، إهتزت جدران القصر ، تصدعت أعمدته ، أوشك السقف أن يخر عليهم ، صرخ الجمع ، يهرولون ، يتسابقون الباب ، حتي إذا هربوا جميعا ، ظلت واقفه ، خائفه ، سقطت ، ثم نهضت تجري ، تسابق خطاها إلي الباب ، حتي إذا أوشكت علي الخروج"


صرخ الملك : أيها الحارس أغلق في وجهها الأبواب!!!


" هامت تجري يمينا ويسارا وكلما إستبقت بابا يغلق أمامها ، نظرت إلي الملك خرت راكعه "


قالت : أيها الملك سأنطق ما قاله قومي : ما علمنا إلا أك ملكا شاعرا....وما تجرأ من قبل شاعرا متحديا إلا خاسرا....فاصفح عني ....وأنصفني أمام قومي


" إقترب منها وما زالت راكعه ، أمسك يداها "


قال : إنهضي ...إرفعي رأسك....إنتصبي أمامي...


" فلما رأىٰ عيناها دامعه ، برفق جفف بيده دمعاتها ، ظل ينظر إلي عيناها الساحرة ، بلا همس ، خر علي ركبتيه أمامها "


قال : أيها الحارس إفتح أبواب القصر وأدعوا قومها....


" فلما دخل الشعراء ، رأؤها منتصبة ، والملك أمامها راكعا "


قال : أيها الشعراء ...إن فتاتكم غلبتي....وجاءت عيناها بسحر  حرف أخرسني....فاتركوها الليلة في حضرتي....وغدا في أمرها أقضي...


" فلما إنصرف قومها ، إقتربت منه ، شاخصة البصر علي عينيه ،أيها الملك لم ألقي عليك بعد...فأشهد ما هو آت"


قالت : أيها الحارس أغلق الأبواب كلها وأنصرف

بقلمي/ محمد عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق