أغاني الراعي
*******
انا كالطير أغني
يهذني زهر الربيع
هذه الدنيا تمنى
ونحن نجري كالقطيع
ربي يا مُجري الرياح
مرسل العشب نديَّا
للمطيع والشقيَّا
كرمٌ منك إلهي
فليس رزقى بيديَّا
عندما يأتى الصباح
تغادر العش الطيور
فإذا ما الرزق لاح
يغمر القلب السرور
كل ما فى الكون يسعى
يطلب الرزق الوفير
ما رأيت الطير يقسم
بينه تلك الحقول
أو أراه الغير يقتل
لو يديه لا تطول
ما رأيت العصافير
همها همٌ كبير
مثلما نرهق ونشقى
طلباً للدنانير
مزق النحل ركوني
لما طار فى نشاط
طلب الرزق بجدٍ
فى نظامٍ وانضباط
حط فى عينى الكسالى
ومن على الرزق تعالى
هذنى النمل الصغير
لمَّا قام فى البكور
فوقه الحِمل كبيرٌ
به يسعى ويدور
لم أرى فى الأرض عدلاً
مثلما عند الغراب
كل من سُلب حقاً
يعود فى يوم الحساب
يمضي فيهم بالتساوي
دون علمٍ أو كتاب
عز فى الناس الصحاب
غاب فى الأرص الوفاء
ما قلدوا حتى الكلاب
فمات فى القلب الرجاء
هذه الأغنام تحلم
أن ترى العشب النضير
وأنا والذئب نأمل
منَّها اللحم الوفير
كأنه مثلى يتعب
فى الرعاية وع الغدير
رُزِق بالسعي لكن
أجرنا عند القدير
خُلِق الكون فسيحاً
به ما يكفي الجميع
لكن الأفراد تطمع
أن تنل حظ القطيع
نحن والأغنام نسعى
ع الجبال وفى السهول
نحن بالأسباب نأخذ
فى الجفاف وفى الهطول
هذه الأحراش ملأى بالعقارب
وأنا نحو الخطر
فى تباعد وتقارب
فإذا حان القدر فليس تغنينا
التجارب
تسقط الأغنام موتى
من دون أن يسكنها داء
وتحيا المبطونة دهراً
دون مسٍ أو دواء
كل جمعٍ له قائد
خلفه الكل يسير
من يشق الصف يُنزر
بالعقاب والنفير
مِد يديك بالعطاء
فلسنا فى الرزق سواء
فإن من عاش سخيِّاً
حاز قصراً فى العلاء
هذه الدنيا عناء
مقر ضيقٍ وابتلاء
مُر منها بذكاء
حتى تنعم بالصفاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق