الجمعة، 8 أكتوبر 2021

أفتش في البلاغة عن بيان ...بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ


أبى قلمي الرّضوخَ إلى الضّباعِ***وقرّرَ أن يظلّ من السّباعِ


تأبّط أحْرُفَ الإبْداع نــــــــظْماً***فأشرقَ بالبيانِ وبالشّعـاعِ


وأقْسمَ أنْ يُناضِلَ في بلادٍ***بها الإفسادُ عرْبدَ في الطّبــــاعِ


يلاحِقُهُ الذين طغوْا علينا***ويأبى الصّمْتَ في وجْهِ الرّعاعِ


فهلْ خُبِّرْتَ عنّي في عِنادي؟***أُنازِلُ كالفرزْدقِ باليـــراعِ

                                 ////

سأرْجمُ بالبيانِ المارقينا***ومن باعوا المـــــــبادئَ أجمعينا


سأكشفُ عوْرة الأوغاد كشفاً***يُبيّنُ خُبْثَهُمْ في العــــالمينا


فهمْ نهبوا بلادي واستبدّوا***وهمْ بِفسادهم نقَــــضوا اليمينا


ألم ترَ كيفَ أصبحنا قطيعاً***نُقادُ إلى النّوائبِ مُهْطِــــــعينا؟


يسيرُ بنا الكسادُ إلى مصيرٍ***به العدْوى ستُؤْذي المُسلمينا

                                 ////

قبيحٌ أنْ نعيشَ على الفسادِ***وذكرُ الله يأمرُ بالرّشـــــــــادِ


نُمارسُ في القذارةِ كلّ فعلٍ***ونُفــــسدُ بالكلامِ وبالأيادي


كأنّ ثقافة الإفْسادِ فينا***أغارتْ بالــــــــتّلاعبِ في بلادي


فحوّلتِ النّفوسَ إلى سرابٍ***وحوّلتِ العقولَ إلى جمـــــادِ


وهانَ فما أُبالي بالمآسي***لأنّي ما استفدتُ منِ اجْتهـــادي

                            ////

أتوق إلى الشَّهادَةِ في نِضالي***وأطمحُ أن يُؤازرَني خيالي


فديْتُ برغْبتي مالي ونفْسي***لأفلحَ في مُواصلة الــــنّزالِ


وكنتُ مُتيّماً بغرامِ نظْـــــــمٍ***أُجالسُهُ النّــــهارَ مع اللّيالي


أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ***يشخّصُ منْطقي عند السّجالِ


بأرضٍ كلُّ ساكنها غريبٌ***تعيسُ الحظّ مُتّــــسخُ الفعالِ

                               ////

ألا أبلغْ سماسرة المَلاهي***بأنّ الغدرَ يُنســـــــبُ للذّئابِ


وإنّي قد لقيتَ الخُبْثَ فينا***تفشّى في الضّمائرِ بِالخَرابِ


نبيعُ نفوسَنا بيعاً رخيصاً***ونكرهُ ما يدلُّ على الصّواب


وهذا في الحقيقة سوءُ حالٍ***وعيشٌ ساقطٌ مثل الكــلابِ


رمانا الدّهر بالأرْزاء حتّي***غرقْنا في المفاسدِ كالذّبابِ

                               ////

يراعي في يدي قلمٌ مبينُ***ونظمه في الرّؤى نظمٌ متين


أبوحُ إليه بالنّجوى فيصحو***وإنّهُ في يدي قلمٌ أمــــــينُ


فصرت إذا أصابتني خطوبٌ***أتيتُ إليه يطْلبني الحنينُ


رحيقٌ مثلُ عطْر الزّهر فيه***وفي كفّي بأحــــرفه يلينُ


يراعٌ منهُ غيثُ الفكر يأتي***وحبرهُ بالمعارفِ يسْتبينُ


محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق