السبت، 23 أكتوبر 2021

بكت ليلى ...بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 بكتْ ليلى

دع الأيّام تزهـــــــرُ بالأماني***لنقطفَ ما يروقُ من المـــــــجاني

مشينا في الطّريق بهمْسِ خطوٍ***على طرفِ الرّصيفِ من الزّمانِ

وكنّا نرقــــــــــــبُ الأيّام فيــــنا***ونبحثُ في المكان عن المكان

وعنْ فصل الشّتاء سألتُ ليلى***فكان جوابُــها قبــــــــــل الأوانِ

وقالتْ لي كلاماً جلّ قولاً***وفيه جرى اللّســـــــــــــانُ مع البيان

////

نظرت تأمّلاً في جوْف ليلي***كأنّ اللّيــــــــــــــل من أعداء أهلي

سألتهُ عن ربـــــــيعٍ فرّ منّا***وعنْ وطــــــــــــــنٍ تبدّد في خيالي

فجاء الرّدّ ضرباً بالرّصاص***وشنقاً في المــــــــــــعاقلِ بالحبالِ

وأرْعبني الرّصاصُ ببطْشِ نارٍ***تردّد وقعهُ وســـــــــــط الجبالِ

فما وجد الرّبيعُ سوى هروباً***وقد فقد العـــــــــــديد من الرّجالِ

////

بكت ليلى وأهلها في بلادي***وكبّــــــلت القـــــــــوائـم والأيادي

وصبّت راجمات النّار حقدا***فحوّلت الحـــــــــــــياة إلى جمــاد

بكت ليلى وحقّ لها البكاء***وقد هجــــم الخـــــراب على البــلاد

وأدرفت الدّموع على خدود***بها التّــــــفّاح أزهر في البــــوادي

وفي الشّام الأبيّ جرت دماء***بضرب النّار فـي وســـط العـــباد

////

أتى فصل الرّبيع من الجنوب***فأرغمه الشّــمال على الهــروب

وما أهل الجنوب سوى عبيد***وقوم من ســــــماسرة الشّــعوب

بهائم في الخضوع قد استمرّت***بمشرقها تســير إلى الغـروب

أرادت أن تسافر في المآسي***وتفــرح بالشّـــــــقاء وبالكروب

وتنعم بالتّقـــــشّف في زمان***يمارسه الشّمال على الجـــــنوب

////

أرى غربهم جــــمع الحسابا***وقرّر أن يعـــــــــــاقبنا عقــــابا

فأرسل في الحروب لنا رعاعا***أشاعوا الرّعب واغتصبوا الحجابا

وحوصرت العروبة عبر طوق***أحطّ لــــــسانها وطوى الكتابا

وجيّش للمــعارك كلّ وغد***وجنّد من ســــــــــــــلالتنا الكـلابا

وبالعمـلاء أخضعنا جميعا***فداس العرض وانتهـــــــك الرّقابا

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق