صديقتي الجنيه
ليتني فراشة أطير بخفة .. أتمايل برقة .. أبحث عن الزهرة الكبيرة المليئة بالعسل .. ارشف قليلا
وأصعد للسماء عاليا عاليا حيث
الزرقه ..
حيث العلو .. حيث النسيم العليل
الخفيف يحملني بلا تعب بلا جهد
بروح خفية .. بانسياب رقيق. . لأصل إلى كل مكان .. إلى كل زاوية صغيرة كانت أم كبيرة .. واسعة شاسعة أم ضيقة لا يصلها إلا من هو في مثل رقتي. . ونعومتي .. وجمال جناحي البراقين ...
أصل إلى النهر المتلألئ ... اتراقص
مع ألحانه المترنمة ..
أتمايل مع قطراته المتأثرة .. وأطير .. لألتقي صديقتي الجنية
.. جنية البحر تلك الرشيقة الصافية
الملكة البيضاء. ... أغني معها ونرسم لوحة فنية تحكي قصصا .. ترويها بكل تفصيل ونزهو عند أجمل تفصيل .. ونزهو عند أجمل تفصيل
تحدثني عن عشقها واحدثها عن عشقي .. نرنو بمشاعرنا لأبعد مما قد أصل إليه من الفضاء
....... قالت لي مرة ... ابتعدي عنه برهة ... وانتظري خلف ورقة ثم ردي إلي ما سيكون بسرعة .. طرت
كأنني نسر بحجم فراشة .. ووصلت إلى البستان .. وآه أي بستان ..
بستاننا نحن العشاق .. وتواريت خلف نخلة .. أتلصص أنتظر .. أتوق. .. أتشوق .. تتلاطم الأفكار في رأسي .. تأخر كثيرا .. ربما لن يأتي .. مر وقت طويل .. كدت أنسى الرحيل لمشهد دب في قلبي كالنسيم العليل .. الغزلان يتركضان ويتدغبان ويتسابقان بين أشجار الكرز واللوز والرمان .. بمنظر مشبع بالأحساس ملؤه الأمان .
..... ما هذا كأنني لمحته يرنو من بعيد .. هكذا أردت ولكن .. يا لحظي العاثر .. رجعت للجنية بالخبر ..
وأسفاه لم يطل .. قالتها وكان ما يجول بخاطرها هو الأخطر .. هي تعرف أنه وقت الرحيل .. كانت تعرف أنه لن يأتي .. كانت تعرف أنه غاب ورحل إلى بستان الكبار .. بستان لا يفهم أهله البساطة والبراءة والجمال ومشاعر الصغار
هو .. رحل .. وبقيت انا هنا .. سأرابط لأنه مكاني. . وسأترك الترحال ..
...... قلت في نفسي لم العذاب ؟
لم الانتظار الذي طلبته مني حبيبتي الجنية .. في ذلك اليوم الذي كان في عيني بحمرة أغمق من السماق
.... حفظت لك كرامتك با بلهاء. .
أردت لك المكانة العلياء .. انا أعرف هؤلاء .. إنهم يتعاملون بدهاء ..
يريدون أن تفعلي ما يريدون هم
ليأخذوا منك ما يريدون هم ...
لتبقي أنت في الأسفل وللأعلى يرتقون ... هم ..
...... يا لرقتها وحساسيتها .. لم
أحلم بمثلها يوما .. فكرت ... وسموت .. وارتقيت وقلت
يا لأسلوبها الرائع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق