تبدد الظلمات في مناجمِ الزمانِ
*******
مَضَتْ أيَّامٌ وَشُهُورٌ عَلَى غِيَابِكِ ،
لَا شَيْءَ يُواسِي وَحدَةَ أيَامِي
غَيْرَ قَصَائِدِكَ ، فهي التي تُنَاغِي أشْجَانِي
تُسَافِرُ بأحَاسِيسِي الْمُوجِعِة نَحْوَ دِيَارِكَ ،
فاسْتَقْرّتْ عند بابك؛
عَلّهَا تُلَامِسُ رُوحَ وِجْدَانَكَ،
تَسَامُرُ الْهَوَى وَالصَبا عِنْدَ شُرُفَات
الْوَرَد؛ لِتَلَقِّي وِشَاحِ الرَّجَاءِ،
وَالشَّمْسُ أضْحَتْ تُدَاعِبُ الْآمَالَ وَالْأَحْلَامَ،
تُحْيِي أفْئِدَةً تَوَارَتْ فِي غَيَاهِبٍ عَمْيَاءَ
تَهْتَفُ بِصِدْقِ الْهَوَى...
تَبْحَثُ عَنْ نِيلِ سَعَادَةٍ فِي زَمَنِ الْبُؤَسَاءِ،
تَعَاهدُ الأقْدَارَ وَالْقَيم بِعَزْمٍ وَنَقَاءٍ...
تَشَيُّدُ طَرِيقَا وَاضِحًا نَحْوَ الرَّشَادِ؛ ليَمْحُو دَجَى ظُلْمَتْهُ فِي أَزِقَّةِ الضياء...
****
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ النوَايَا
مَاكُنْتُ اتَّخَذْتُ الصَّمْتَ فِي دُرُوبِ التَّخَاذُلِ،
فِي نُفُوسٍ مُدَبَّرَةٍ
اسْتَبَاحَ الدَّمْعُ غَمَامَةَ قَلْبِي الذَّائِبِ
فِي مَنَاجِمِ الزَّمَانِ ،
أَوْدَعَتْ ثَنَايَا الرُّوحِ فِي سَوَاحِلِ غُرْبَةٍ
كُتبها عَلَيْنَا الْقَدْرُ وَطَابَتْ لَكَ ...
وَعَبَّتَ الزَّمَانَ وَالعَيْبُ فِيكَ ،
وَرَضِيتَ الْهَجْرَ جَهْرًاً ؛
فمَالَتْ عَلَيْك الْغُرْبَةُ مِيلًا ،
وَأنا ارْتجِيَ ثَنَاءَ وِصَالِكُمْ ،
رغم بُعْدَ مسيرةِ قَوَافِلَنا عَنْ دِيَارِكُمْ ،
أفْنَيْتْ عُمْرِي أنْيُرْ عَتمَةَ لَيْلِكُمْ ،
أعْتَقَدْتُ أنْ صَحِبْتَكُمْ شَمْسًا مَشْرِقَةً
فِي حَضَرَتْ الظَلَامِ...
اسْتَعْذَبْتُ عَذَابِي ،وَطَوَّقْتُ حَيَاتِي ،
وَأقَمْتُ الْحَقِيقُةَ أكْذَؤَبَةً عَقِيمَةً نَحْوَ مُرَادِكَ ؛
لِتَشهَدَمَصْرَعِي ، وَتَمُوتُ بَرَاءَةُ الْحَقِيقِةِ،
وَلكني أبْيتَ إلا أنْ أمُوتُ نَبِيلًا...
اقْمْتُ بِيَدِكَ مَصْلبِي ،
وَأعْطَيْتَنِي كَأْسَ الْمَنِيَةِ بِيَدِكَ
وَتُرِيدُ دَلِيلًاً ...
**
أخْلَفتَ الْعُهُودَ ، وخنتَ وَالْوُعُودَ، وَاتَّقَنَتْ دُورَ الْبُطُولِةِ،
جَعَلْتَ الْحُكْمَةَ وَقَارًا لَكَ،
وَتَتَوَارَى خَلْفَ ألْفِ قِنَاعٍ وَقِنَاعٍ خدّاعِ...!!!!
يُفَاجِئُنِي قَلْبُكَ الْأَسْوَدُ ،
وَتَقَلِبُ مُكْرُكَ وَخُدَاعَكَ،
مُبَرِّرَاتُكَ لَا مَقَامَ لَهَا ...
أَعْلَمُ ايَهَا الْقَاضِي الْقَاضِية :
أَسْرَار جروحي المتعبة ستزول . .
وَصُمْت ذكرياتي سَوْف يَنْهَش وَحْشَةٌ لَيْلِك . .
وسيعصف الشِّتَاء القارص أَبْوَاب وحدتك . .
وَتَمْضِئ السُّنُون ويغادر طَيْفِي قَبْل كلماتي . . .
مِن مَرَافِئ ابجدياتك . .
وتتهاوى الاشواق وَيَغْزُو الرَّحِيل جَمْر سُبَات مواقدك . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق